عبارته سلسة فصيح اللسان حلو الكلام ما أحسنه في وقته قل نظيره ثم بعد ذلك مات رحمه الله وهي ثلمة في الإسلام لا يسدها إلا خلف مثله وهو حديث مروي عنه صلى الله عليه وسلم بان قال إذا مات العالم انثلمت ثلمة في الإسلام لا يسدها إلا خلف مثله وفي تلك الحجة زرنا سيدي أحمد الزريبي (1) وهو ولي صالح يخبر بالمغيبات كثيرا وقد غلب عليه الغيب عن حسه بمحبة ربه بل أظنه قد زال عنه عقل التكليف وبقي فيه عقل التعريف وذلك أن من ذاق شيئا من كنه الذات أو الصفات قل أن يبقى معه عقله نعم هو في الحضرة دائما متصل بها يشاهد محبوبه وحينئذ يكون محبوبه سمعه وبصره ونطقه فإن تكلم فمنه وإليه وبه وإن سكت فكذلك وهذا الشيخ ممن عظم قدره عند الله وكان منعزلا في خلوة في بيته مدة أربعين سنة لم يخرج منها على ما سمعت ممن يوثق به من أصحابه ولما وصلت إليه مع طلبتي مسكني من حاشية البرنس وزفرني (2) زفرة عظيمة وجذبني جذبا قويا وقطع لي البرنس من جهة صدري نحو الشبر حتى أصاب الروع من ذلك جميع الحاضرين وأما أنا في نفسي أنتظر عاقبته وإنما توهمت أن يكون غضبه من غضب الله علينا أعوذ بالله من غضبه وغضب أوليائه وكذلك أخونا في الله سيدي ابن نوة قاضي المدية لما قبل يده قال يا لطيف حين رآه فقال الشيخ ما اللطف وما لطف اللطف وما اللطف في اللطف ثم كرر العبارات مرارا متعددة ثم بعد ذلك انبسط إلينا وانشرح فعند ذلك قال له بعض أصحابه لما ذا عملت بفلان يعني نفسي ذلك الزفر فقال إنكم إذا أردتم غسل الثوب الجديد فلا بد من عصره وضربه بالرجل ضربا شديدا لتزول أوساخه فيطلى بالصابون ولذلك فعلت به ما فعلت فدعا لنا وأخبرنا بأمور تكون لنا في المستقبل وأظنه قال لي تريد السياحة قال وإنما يكون ذلك في عاقبة أمرك نفعنا الله به وبأمثاله
صفحہ 159