140

ينساب فيها واد كبير منبعه من غربيها وأعرابها أهل بادية مخصبة يرخص فيها غالبا سعر السمن واللحم وأما التمر فيها فرخيص جدا لا يكاد يكون كدرعة (1) وأمثالها ولكن اضر بأهلها جور الولاة حتى كاد الخراب يستولي عليها لضعف أهلها بالجبايات الظلمية وقد بنى بها محمد باي عفا الله عنها وعنه مدرسة للطلبة جيدة بإزاء مسجد جيد متقن ببناء رائق أعمدتها كلها رخام وبنى أخرى بقابس مثلها أو أحسن عفا الله عنا وعنه.

وقد كثر جور الأتراك بهذه البلاد ، وشاع بها الظلم والفساد ، أخبرني بعضهم إنهم كانوا يعطون ستة نواصر على كل نخلة وأربعة على كل زيتونة والناصري اسم لسكة عندهم معروفة اثنان وخمسون في كل ريال لكل عام.

وأخبرني بعض الشرطيين في الحجة قبل هذه أن خراج الجريد من نفطة إلى قابس خمسمائة ألف ريال لكل عام وخراج جربة وحدها ستون ألفا ومئونة مائتي صبايحي (2) من البر والأزر والسمن والخل والزيت واللحم فالله تعالى يقطع جور الجائرين (3)، ولا يصلح عمل المفسدين.

ونفطة أيضا مدينة كبيرة (4) قريبة من توزر ولها واد مثل واديها ويقال إن خراجها مثل ثلثي خراج توزر اه .

تتمة في الحجة الأولى عام ثلاثة وخسمين ومائة ألف (1153) نزلنا بها في الرجعة فوجدناها كما يليق من كثرة الأرزاق وكثرة الخلائق وقد قدم معنا من

صفحہ 157