الفاسقين ) انتهى.
فإن قلت كل الناس يدعي (1) الشرف وتعظيمهم مشقة عظيمة وعسر عظيم في الدين وتصديقهم تعسف فيه فكيف العمل فهل يصدق الجميع أم يكذب الجميع أم البعض دون البعض وتصديق الأول باطل وكذا الثاني لبطلان كون الجميع شرفاء أو لا شرف فيهم وكذا الثالث باطل للتحكم لاستواء الناس في نظر العقل.
قلت الحق بين والدواعي كلها باطلة فلزم أن يكون ممنوعا وسند المنع أن الأنوار النبوية ظاهرة بينة لا غبار عليها.
وقد قيل لبعض الأشراف ما منعك أن تتوسم بعلامة الشرف فقال منعني من ذلك أن أنوار النبوة هي أدل دليل فكيف يصح أن يكون لها علامة من غيرها ولذا قيل :
جعلوا لأبناء الرسول علامة (2)
أن العلامة شأن من لم يشهر
فإن قلت هذا الأرباب القلوب ومن يراعي الخواطر وكل الناس ليس عليه لغلبة الهوى والسلطان الجهل والتعلق بالسوء (4) وذلك صدأ مرآة الضمائر والعقول فلا يظهر الشريف من غيره لكل الناس إذا فلا بد من علامة أخرى تشترك فيها الناس كلهم.
صفحہ 148