من ريح ، وفتائل من ضباب ، ثم بعث به إلى السلطان فجمع أهل دولته مع من كان من العلماء في فاس ليفهموا ذلك الرمز فلم يكشف لأحد معناه ولم يفتح لهم فيه لأنهم لم يعتقدوا الشيخ فحرموا بركته لعدم تسليمهم له ثم قالوا للأمير هذا كلام لا يفهمه إلا ذووه وقد جعلت رسالة في شرحه وحاصل معناه باختصار والله اعلم بأسرار أوليائه أن البرنس المجعول من الماء هو قوله صلى الله عليه وسلم من أسر سريرة مع الله كساه الله رداءها وسريرته هو الأنس بالمحبوب بزوال الحجب وبرد الرضى به لأن بدايات الحب بالحرارة وكذا مقدمات الرضى أيضا فلما اتصف ببرد الرضى وأنس المحبوب نسج من ذلك برنسا وكنى عن ذلك بالماء وغطاؤه من الأرض إلى السماء قوله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبدا نادى به في السماء فان فلانا أحبه الله فيحبه أهل السماء والأرض أو كما قال عليه الصلاة والسلام وفي رواية فيحبه أهل السماء ويضع له القبول في الأرض (1) جعلنا الله ممن يحبه فلا محنة دنيا وأخرى بمنه وكرمه آمين.
وأما العمامة من ثلج فهي ما تقلده من أنوار الشريعة وسواطع الحقيقة إذ يظهر ذلك على صاحبها كالعمامة والتاج ولا شك أنهما كالثلج لقوله صلى الله عليه وسلم فيها المحبة البيضاء ولا شك أيضا أن مقتضى الشريعة وأمثالها يبرد حرارة النفس في طلب رضاها فالشريعة كالثلج في البياض (2) والابراد لما ذكر.
وأما القناديل من الريح فهي معاني الصفات واستنشاق شذا معنى الذات من غير مرية أن ذلك أعظم من القناديل في الإشراق.
صفحہ 139