أنك تعلم أني إنما أطلب السبب الذي طلبه عبدك ووليك ذو القرنين فقيل له ما الذي طلبه ذو القرنين قال أن لا يعبد في الأرض إلا الله اللهم إني مدافع عن دينك معاند من كفر بك ثم قال لأصحابه انصرفوا على بركة الله فتخلى الروم والبربر عن طريق عقبة خوفا من جيوشه سنة ثلاث وستين من الهجرة.
ولما وصل طنجة أمر أصحابه فتقدموا ثقة بما دوخ من البلاد وأنه ليس بأفريقية إلا من يخافه فتقدمت الجيوش وبقي نفر يسير من أصحابه فسار يريد تهودة وبادس لينظر إليهما ويترك بهما من الفرسان ما يحتاج إليه فلما انتهى إليها يعني تهودة فيمن بقي من أصحابه وكانوا قليلا نظر إليهم الروم فطمعوا فيهم وأغلقوا أبواب حصونهم وجعلوا يشتمون عقبة ويرمونه بالحجارة ويدعوهم إلى الله عز وجل فلما توسط البلاد بعث الروم كسيلة البرنسي وكان كسيلة ممن أسلم على يد أبي المهاجر وذلك أن أبا المهاجر نهض إلى المغرب فنزل عيونا عند تلمسان تعرف بعيون أبي المهاجر فزحف إليه كسيلة في جمع من البرنس فظفر به أبو المهاجر وعرض عليه الإسلام وكان أبو المهاجر يحسن إليه فلما عزل أبو المهاجر وقد عقبة عرفه أبو المهاجر بحال كسيلة فاستخف به عقبة وأتى عقبة بغنم فأمر بذبحها للعسكر فأمر كسيلة أن يسلخ مع السلاخين فقال له كسيلة أصلح الله الأمير هؤلاء غلماني وفتياني يكفونني ذلك فقال له عقبة قم فقام مغضبا فكان كلما دحس يده في الشاة مسح بلحيته وجعل العرب يهزؤون به ويقولون له يا بربري ما هذا الذي تصنع فيقول انه جيد فيسكتون إلى أن مر به شيخ من العرب فقال لهم كلا أن البربري يتوعدكم فعاتب أبو المهاجر عقبة على ما صنع من ذلك وقال له كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألف جبابرة العرب كالأفرع بن حابس وعيينة بن حصن وتأتي أنت إلى رجل جبار في دار قومه ومكان عزه وهو قريب عهد بالشكر فتهينه وتذله فتهاون عقبة بكلامه فلما راسلت الروم كسيلة أمكنته الفرصة فانتهزها فقال أبو المهاجر لعقبة عاجله قبل أن
صفحہ 127