بلدا اختطه عقبة فمضى خلفه بميلين مما يلي تونس فاختط هناك مدينة وبناها فسماها البربر بتكيرو ان وأخذ الناس بعمارتها وإخلاء القيروان فدعا عقبة أن يمكنه الله عز وجل منه وكان مجاب الدعوة ولم يزل أبو المهاجر خائفا من دعوة عقبة وفي مدة أبي المهاجر افتتحت جزيرة شريك وهي بمقربة من مدينة تونس حرسها الله وإليها ينسب باب الجزيرة من أبواب تونس وهي مشتملة على قصور كثيرة ومزارع فسيحة وخيرات جمة افتتحها حنش بن عبد الله الصنعاني بعثه أبو المهاجر فافتتحها وقتل أهلها ونهض عقبة إلى المشرق فلما دخل على معاوية رضي الله عنه وعاتبه فقال افتتحت البلاد وأتاني غلام الأنصار فأساء عشرتي فاعتذر له معاوية رضي الله عنه ووعده بالرجوع إلى عمله وتراخى الأمر إلى أن توفي معاوية رضي الله عنه سنة ستين وقيل إحدى وستين وولي ابنه يزيد فولى عقبة بن نافع أفريقية وقطعها عن مسلمة بن مخلد وأقره على مصر فخرج عقبة إلى أفريقية في سنة اثنتين وستين فمر سريعا حنقا على أبي المهاجر فأوثقه في الحديد وأمر بتخريب المدينة التي بناها والرجوع إلى القيروان وعمارتها وأجمع على الغزو في سبيل الله عز وجل وترك بالقيروان زهير بن قيس البلوي وودع أولاده وقال لهم أني بعت نفسي من الله عز وجل وأوصاهم بما أحب ومضى في عسكر عظيم حتى بلغ مدينة باغية وجمع النصارى بها فقاتلهم قتالا عظيما فانهزموا وأخذ لهم خيلا كثيرة فلم ير المسلمون في مغازيهم أصلب ولا أصبر منها وكانت من نتاج جبل أوراس المطل عليها ومدينة باغية مدينة جليلة أولية ذات أنهار وثمار ومزارع ومسارح وعلى مقربة منها جبل أوراس وهو المتصل بالسوس فلما هزمهم وقاتلهم قتالا ذريعا رحل عنهم ولم يقم عليهم كراهية أن يشتغل بهم على غيرهم فمضى إلى مدينة لميس باللام والميم والياء وكانت في ذلك الزمان من أعظم مدائن الروم فخرج إليه أهلها فقاتلهم قتالا شديدا فانهزموا واتبعهم إلى باب حصنهم وأصاب مغانم كثيرة وكره المقام عليها فرحل إلى بلاد الزاب فسأل عن
صفحہ 125