86

فانظر هذا القول الصريح على الخمر والمسكر ، إنه نجس ، وأنه مفسد. وجميع اليهود يشربونه. وانظر ما تقدم من قول الملك الذي جاء من عند الله إلى سيدنا زكريا عليه السلام ، وقال له : إن الله قبل دعاءك ، وامرأتك اليصبات تلد ابنا يدعى باسمه يوحنا وعندنا في القرآن العزيز اسمه يحيى ويكون له فرح عظيم ، وتهليل وكثير يفرحون بمولده ويكون عظيما قدام الرب ، لا يشرب خمرا ومسكرا وهذا في الإنجيل.

فاليهود (138) تتعامى على ما عندهم في التوراية من المنع والتبيين أنه نجس. ويحللونه لنفوسهم النجسة. والنصارى تقأ هذا النص في التوراية ، وتقرأ أيضا ما في الإنجيل من قول الملك عن يحيى عليه السلام أنه لا يشرب خمرا ولا مسكرا. وتعتقد الحلية والطهارة في الخمر ، حتى لا تجوز الصلاة عندهم إلا به. فاشكر الله أيها الأخ الحبيب على ما وجدت في هذا الكتاب من التبيين على دين الإسلام أنه خير الأديان.

والتقيت بمسترضم بفلنضس بحبر مفتي اليهود ، مشى (139) من بلاد المشرق. وقال لي في أثناء الكلام عن سيدنا موسى عليه السلام أنه عمل ذنبا عظيما ، قلت له : الأنبياء عليهم السلام منزهون عن الذنوب وكيف تقول أنت هذا الكلام؟ قال : نعم ، لأنه كان يوبخ بني إسرائيل ، ويقول فيهم : أنهم قوم قاسحون (140) لأنهم أهل الله ، ولا علت درجته عند الله تعالى إلا بسببهم. وهذا برهان في ما (141) قلنا (142): إن فيهم الكبر ، حتى أنهم يعظمون أنفسهم على أنبياء الله تعالى. وقال لي هنالك يهودي آخر : إن دين الإسلام يتم فيما هو قريب ، قلت له : من قال هذا؟ قال : التوراية ، إن كل من يأتي بدعوة باطلة لم تبلغ ، ولا تدوم ألف (143) سنة ، قلت له : هذا قول حسن ، لأن دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم جازت الألف سنة بأكثر من عشرين سنة. فلما أن سمع

صفحہ 104