111

إذا رأيتم كذا وكذا ، والصحيح أنهم لا يعيشون لآخر الزمان. والبرهان في ذلك ، قال متى في الفصل الثامن وسبعين : «فجاء إليه تلاميذه في خلوة قائلين : قل لنا متى يكون هذا؟ وما علامة مجيئه ، وانقضا الزمان؟ فأجاب ، وقال لهم : انظروا ، لا يضلكم أحد ، كثير يأتون باسمي ، قائلين : أنا المسيح ، ويضلون كثيرا. فإذا سمعتم بالحروب ، وأخبار الحروب ، انظروا ، لا تقلقوا ، فلا بد أن يكون هذا كله. ثم قال : فإذا رأيتهم رذلة الخراب الذي قيل في دانيال النبي قايما في المكان المقدس.» فليفهم القارئ ، والكلام كثير في هذا المعنى ، وهو من علامات القيامة. وكان الخطاب لهم. وكذلك الكلام على البارقليط معهم ، بأن قال : يأتيكم ، والمفهوم : بعدهم كما ذكر في هذا الباب . وأما قوله : «كثير يأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرا» ، فهذا والله أعلم هم الباب ، لأنهم يضلون الناس ، بأن يشرطون بالله ، ويعبدون الخبز والخمر ، وآلات الصليب ، والانام. وسيدنا عيسى عليه السلام تقدم لنا حين جاء إليه إبليس ، وقال له : أن يسجد له ، قال سيدنا عيسى عليه السلام مكتوب : «هو الإله وحده ، نعبد ، وإليه نسجد». وتقدم أني سألت الراهب : ما معنى البارقليط ، قال : هو اسم يوناني ، ومعناه بالعربية : الشفيع وهذا شخص مخلوق يشفع في المذنبين. والإله كيف يشفع؟ أو ممن يطلب ويرغب؟ وقال يوحنا في الفصل الثالث والأربعين : قال سيدنا عيسى عليه السلام لامرأة اسمها مريم مضلين وليست بأم سيدنا عيسى عليه السلام : «امض إلى إخواني وقلي لهم : إني صاعد إلى أبي ، وأبيكم ، وإلهي ، وإلهكم» ، انتهى.

فهذا كلامه عليه السلام ، فهو بين الشمس بغير غمام ، إنه إنسان حقيقة ، إذ قال : «أبي وأبيكم ، وإلهي وإلهكم» ، انتهى.

اعلم أن النصارى أخذوا كفرهم ، وشركهم مما كتب يوحنا المنجيلي ، مما شاهد في ابتداء كلامه ، وخطبته في الباب الأول ، قال : «البدء كان الكلمة ، والكلمة كانت عند الله ، والله هو الكلمة. كان هذا قديما عند الله كله ، به كان ، ولغيره. لم يكن شيء مما كان ، وله كانت الحياة. والحياة هي نور الناس ، والنور أضاء في الظلم ، والظلمة لم تدركه» ، انتهى.

هذا هو الأساس إلى شركهم ، لأنهم يجعلون الكلمة إلها. وقال العلامة

صفحہ 129