بن رضوان المالقي. كان يكتب عن السلطان، ويلازم خدمة أبي محمد عبد المهيمن رئيس الكتاب يومئذ، وصاحب العلامة التي توضع عن السلطان أسفل المراسيم والمخاطبات، وبعضها يضعه السلطان بخطه.
وكان ابن رضوان هذا من مفاخر المغرب، في براعة خطه، وكثرة علمه، وحسن سَمْته، وإجادته في فقه الوثائق، والبلاغة في التَّرسيل عن السلطان، وحَوْك الشعر، والخطابة على المنابر؛ لأنه كان كثيرًا ما يصلي بالسلطان. فلما قدم علينا بتونس، صحبته، واغتبطت به، وإن لم أتخذه شيخًا، لمقاربة السن، فقد أفدت منه كما أفدت منهم.
وقد مدحه صاحبنا أبو القاسم الرحوي شاعر تونس في قصيدة علي رَوِيِّ النون، يرغب منه تذكرة شيخه أبي محمد عبد المهيمن في إيصال مدحه إلى السلطان أبي الحسن، في قصيدته على روي الباء، وقد تقدم ذكرها في أخبار السلطان.
وذكر في مدح ابن رضوان أعلام العلماء القادمين مع السلطان وهي:
عرفت زماني حين أنكرت عرفاني ... وأيقنت أن لاحظ في كف كيوان
وأن لا اختيار في اختيار مُقَوَّمٍ ... وأن لا قراع بالقران لأقْرِاني
وأن نظام الشكل أكملَ نظِمِه ... لأضعف قاض في الدليل برجحان
وإن افتقار المرء في فقراته ... ومن ثقله يغني اللبيب بأوزان
فمن بعد ما شمت الخلاب ولم أرع ... لهشة راض أو لشرة غضبان
ولم يعشني للنار لمع شعاعها ... فما كل نار نار موسى بن عمران
1 / 42