300

* [بئر زمزم]

وفي شرقي الكعبة بإزاء الباب قبة زمزم على البئر ، كبيرة متسعة مربعة. وفي دورتها (1) حياض متقنة العمل ، دائرة مع القبة ، تملأ بالماء للوضوء ، وعلى البئر تنور من رخام. وعمق البئر من أعلاه إلى سطح الماء كما ذكروا نحو من ثلاثين ذراعا (2) ومن سطح الماء إلى قعر البئر نحو من أربعين ذراعا. ويقال : إن عمقه من أعلاه إلى أسفله اثنان وسبعون ذراعا ؛ وسعته قريب من أربعة أذرع ، وماؤه دفيء ، وليس بتلك العذوبة : [الطويل]

ولكن له في النفس موقع فرحة

تفاجئ بعد اليأس قلب كئيب

وقد (3) تمسحنا به وتوضأنا ، (4) وتروينا منه وتملأنا ، واقتضينا منه عللا بعد نهل ، فشفى الغلل وأبرأ العلل. وبودي لو عوضته (5) عن كل ماء ، وغنيت به عن كل مشروب ، ووردته دون كل منهل ، ولكن القضاء منفذ حكمه على ما سر العباد وغمه ، حتى ينصرف في غير مانواه ، ويروغ كرها عن محجة هواه ، بالله أعتصم وإياه أستقيل ، وهو حسبي ونعم الوكيل.

* [جهل الحجاج]

ولم أدخل قبة زمزم لكثرة الازدحام ، ولا ضاغطت (6) في دخولها ، لما كنت عزمت عليه من الإقامة ، فأملت التشفي منها ومن غيرها في وقت الفراغ

صفحہ 369