291

للعقول تستميل. حرم لا يهتك حماه ، شرف لا يحط علاه ، علم لا يجحد هداه ، من أمه من قفر التيه هداه ، ويشفى إن تمسح (1) به العليل. إن حله مناد استقام منه ما انآد ، وإن رآه الصعب سلس وانقاد ، يسلو به الفتى عما ألف واعتاد ، ويأمن مكر من مكره أو كاد ، ويظل الخائف ما عليه من سبيل. هو ربع السلامة لا ربع بذي سلم ، كم فيه للهدي من (2) رسم وعلم ، كم (3) جبر به من الدين ما انثلم ، كم أمه بالقصد ناقص فلم يلبث أن أمد بالتفضيل. هنيئا لمن أصبح به قاطنا ، لقد ظفر بالمنى ظاهرا وباطنا ، يكيفه من [91 / آ] محكم كتابنا ( ومن دخله كان آمنا ) (4) لا خلف فيه ولا تبديل. ما عسى أن يذكر العارف؟ ما عسى أن يسرد الواصف؟ ما عسى أن يمدح السالف والخالف؟ ما عسى أن ينقص من البحر (5) الغارف؟ بان العجز سواء أقصر أم أطيل.

ليت شعري هل أعود إليه ثانية؟ ليت شعري هل تفك هذه النفس العانية؟ ليت شعري متى (6) ترفض (7) هذه الفانية؟ فتصبح الآمال بمكة دانية ، وحبذا فيها المعرس والمقيل (8): [الطويل]

ألا ليت شعري هل يساعدني الوقت

وتدني لي الأيام ما نحوه تقت

صفحہ 360