218

عقولهم حدثوا ؛ أتوا من الافتراء بكل أعجوبة ، وقلوبهم عن الأسرار محجوبة. الأنبياء ونورهم ، لا الأغبياء (1) وغرورهم ، عنهم يتلقى ، وبهم يدرك السول ، ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا. إلا من ارتضى من رسول ) (2) ( الدين عند الله الإسلام ) (3) [70 / ب] والعلم كتاب الله وسنة محمد عليه السلام . ما ضر من وقف عندهما ما جهل بعدهما ، خير نبي في خير أمة ( يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) (4) دلهم من قرب عليه ، واختصر لهم الطريق إليه ؛ فما ضر تلك النفوس الكريمة ، والقلوب السليمة ، والألباب العظيمة ، ما روي عنها من العلوم القديمة ، نقاهم من الأوضار والأدناس ، وقال : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) (5). كتابهم أعظم كتاب أنزل ، ونبيهم أكرم نبي أرسل. السيد الإمام ، لبنة التمام ، خير البرية على الإطلاق ، بعث ليتمم مكارم الأخلاق (6)، أنزل الكتاب إليه ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )، (7) هو الشفاء والرحمة ، وفيه العلم كله والحكمة. معجز في رصفه ، عزيز في وصفه ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) (8). آياته باهرة قائمة ، ومعجزاته باقية دائمة. إذ هي للنبوة والرسالة خاتمة. لا تنقضي عجائبه ، ولا تنتهي غرائبه. ماذا أقول وقد بهر

صفحہ 287