البنيان والتفاخر به، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان) (١) (٢).
١ - قال الحافظ في الفتح:
(ومعنى التطاول في البنيان: أن كل من كان يبنى بيتًا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر، ويحتمل أن يكون المراد: المباهاة في الزينة والزخرفة، أو أعم من ذلك، وقد وجد الكثير من ذلك وهو في ازدياد) (٣).
٢ - عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى يبنى الناس بيوتًا يوشونها وشى المراحيل) (٤) والمراحيل: هي الثياب المخططة. إن هذا التصوير النبوى لما يحدث قبيل الساعة يشير لك أخي القاري إلى حقيقة النبوة وصدق صاحب الرسالة ﷺ، أنه يصف الحالة التي نعيشها نحن أبناء القرن العشرون الميلادى، وإذا تأملت في حياتنا تجد مصداق هذا القول النبوى الذي تشم منه رائحة النبوة وحقيقة الإعجاز، والتباهى بذلك، بل والتنافس فيه أصبح واقعًا نعيشه ونتحسسه.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلى:
(فإذا صار الحفاة العراة رعاء الشاة وهم أهل الجهل والجفاء رؤوس الناس وأصحاب الثروة والأموال حتى يتطاولوا في البنيان فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا) (٥).