Response to Dr. Abdul Wahid Wafi in His Book Between Shia and Sunni
الرد على الدكتور عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة
ناشر
إدارة ترجمان السنة
پبلشر کا مقام
لاهور - باكستان
اصناف
العناء بإلقاء النظرة عليها، شيعية كانت أم سنية، تستعمل هذا اللقب على الفرق الشيعية التي وجدت قبل وجود الشيعة الاثنى عشرية، وما أظن أن مكتبته ينقصها كتاب "الملل والنحل للشهرستاني" من السنة، فليمسح الغبار عنه ويقلب أوراقه ويلقي نظرة ولو خاطفة في مبحث الشيعة بعد عنوان "رجال المرجئة" فيجد أن اسم الجعفرية قد يطلق على قوم توقفوا بالقول على إمامة جعفر ولم يجروها في أولاده، أي لم يعتقدوا ببقية الأئمة الذين آمن بهم الشيعة الاثنا عشرية واعتقدوا بإمامته، فعلى ذلك فإن الاسم الجامع المانع لهذه الفئة من الشيعة هو الاثنا عشرية، لأن غيرهم لا يعتقدون بمن يعتقد بهم هؤلاء ولو جاز إطلاق كل الأسماء من الإمامية والجعفرية والروافض عليهم، كما بيناه مفصلًا في كتابنا (الشيعة والتشيع فرق وتاريخ) فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه (١).
ولكننا أردنا التنبيه هنا بأن اختياره وترجيحه اسم الجعفرية على غيره واقتصاره عليه ليس نابعًا إلا من عدم معرفته بالموضوع.
وكذلك قوله بأن هذه الفرقة تسمى الجعفرية "لاعتمادها في جميع ما تذهب إليه من عقيدة وشريعة على آراء ينسبونها إلى جعفر الصادق" (٢) يدل أيضًا على عدم علمه بالقوم وعقائدهم. ونذكر هنا عبارة واحدة لبيان تحري السيد الدكتور الحقيقة من أهم مصادر الشيعة، يقول السيد محسن الأمين - وهو يعد من كبار علماء الشيعة وأهم كتّابهم في الماضي القريب - يكتب في موسوعته وهو يذكر سبب تسمية الاثنى عشرية بالجعفرية:
"الجعفرية باعتبار أن مذهبهم في الفروع هو مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق ﵉، ونسب مذهبهم في الفروع إليه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنه" (٣).
وأما العقيدة والشريعة فلم يأخذها الشيعة عن جعفر ولا غيره، بل أخذوها عن اليهودية الأثيمة، الجريحة التي انسكرت فلولها، واندحرت
_________
(١) وستصدر طبعته السادسة في مصر إن شاء الله
(٢) "بين الشيعة وأهل السنة" ص٨
(٣) أعيان الشيعة الجزء الأول، القسم الأول ص٢٠ - ط بيروت
1 / 46