قال: إني أصم. قالها ثلاثًا، وفي كل يجيبه: إني أصم، فضرب عنقه، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال:
"أما هذا المقتول فقد مضى على صدقه ويقينه وأخذ بفضله، فهنيئًا له، وأما الآخر فقد رحمه الله تعالى فلا تبعة عليه" (١).
ولكن الشيعة جعلوا النفاق والكذب عزيمة، والصدق والمجاهرة بالحق رخصة، ولا رخصة أيضًا حيث نقلوا عن أئمتهم المعصومين حسب زعمهم - وهم يكذبون عليهم - أنهم قالوا كما رواه الكليني عن جعفر:
يا سليمان، إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله" (٢).
وكما رواه الكليني أيضًا عن جعفر أنه قال لأحد أصحابه معلي بن خنيس: يا معلى، اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نورًا بين عينيه في الآخرة، يقوده في الجنة.
يا معلى، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجله ظلمة تقوده إلى النار.
يا معلى، إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له" (٣).
وروى الكليني أيضًا عن جعفر عن أبيه محمد الباقر أنه قال:
لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية، يا حبيب، إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب، من لم تكن له تقية وضعه الله" (٤).
وعنه أيضًا عن أبي عمر الأعجمي أنه قال:
قال لي أبو عبد الله ﵇: يا أبا عمر، إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا النبيذ والمسح على الخفين" (٥).
(١) مشكاة المصابيح
(٢) الكافي للكليني ج٢ ص٢٢٢، كتاب الإيمان والكفر
(٣) الأصول من الكافي ج٢ ص٢٢٣، ٢٢٤
(٤) الكافي في الأصول ج٢ ص٢١٧ كتاب الإيمان والكفر باب التقية
(٥) الكافي: ٢/ ٢١٧