Reflections on the Believer's Likeness to the Palm Tree

Abdul Razzaq bin Abdul Mohsin Al-Badr d. Unknown
2

Reflections on the Believer's Likeness to the Palm Tree

تأملات في مماثلة المؤمن للنخلة

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ)

اصناف

وأسهلَها مُتناولا؛ ولذا أيضا تنوّعت وتعدّدت براهينُ الإيمان ودلائله الموضحة له إجمالًا وتفصيلًا. وإنَّ من أعظم دلائل الإيمان التي اشتمل عليها القرآن ضربَ الأمثال التي بها تتّضح حقيقتُه، وتستبينُ تفاصيلُه وشعبُه، وتظهرُ ثمرتُه وفوائدُه. والمَثَلُ هو عبارة عن قولٍ في شيء يُشبِه قولًا في شيء آخر بينهما مشابهة لتبيين أحدهما من الآخر وتصويره، ولا ريب "أنَّ ضربَ الأمثالِ مما يأنسُ به العقلُ، لتقريبها المعقول من المشهود، وقد قال تعالى- وكلامه المشتمل على أعظم الحِجَج وقواطع البراهين-: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ﴾ ١، وقد اشتمل منها [أي القرآن] على بضعة وأربعين مثلًا، وكان بعضُ السلف إذا قرأ مثلًا لم يفهمه يشتدُّ بكاؤُه ويقول: لست من العالِمين"٢. وكان قتادة يقول: "اعقِلوا عن الله الأمثال"٣. ومن هنا رأيتُ أن أقدِّم هذه الدراسة لأحدِ أمثال القرآن والسنة المشتملة على بيان الإيمان وتقريبه، وإيضاح أصلِه وفرعه وشُعبِه وثمراته، ومن الله وحده العونُ والتوفيقُ. يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ ٤، فهذا مَثَلٌ بديعٌ عظيمُ الفائدةِ، مُطابقٌ لما ضُرِب له تمام المطابقة،

١ سورة: العنكبوت، الآية: (٤٣) . ٢ الكافية الشافية لابن القيم (ص:٩) . ٣ رواه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي (٥/٢٦) . ٤ سورة: إبراهيم، الآيات (٢٤،٢٥) .

1 / 198