114

Reflecting and Considering the Verses of Eclipses, Earthquakes, and Hurricanes

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١) انتهى (٢).
وإن الذي يتفكر في هذا الانفتاح من الدنيا والإقبال عليها، والغفلة والذهول عن الآخرة إلا على مقتضى ما قال الحسن البصري ﵀: (كلما حَسُنت منا الأقوال ساءت منا الأفعال)، وذلك منذ حوالي سبعين سنة؛ فقد حصل انفتاح من الدنيا باهر، وإقبال عليها لم يسبق له مثيل لا في كثرته ولا في صفته ولا في كيفيته، مع إعراض عن الآخرة، ومبارزة لله بمساخطه؛ ثم يتفكر بأنه ومنذ ذلك الوقت لم يأتِنا ما أتى مَن قبلنا مما تقدم ذكر أمثلة له، وأن أولئك خير منا بأكثر من الكثير ولا ريب في ذلك مع سلامتنا مما عاقبهم الله به في الدنيا!.
وهذا لا تُمْكِنُ الإجابة عليه ومعرفة سِرِّهِ مِن أشباه الأنعام من المنافقين والفسَقة الفجَرة لأن هؤلاء كما وصفهم السلف بـ " البعير، عَقَلَه أهلُه .. فلا يدري لِمَ عَقَلوه!، وأطلقوه ولا يدري لِمَ أطلقوه! ".
إن لله سُنَن لا تبديل لها، وهي عادته سبحانه، ومن عادته تعجيل العقوبة للمسلمين إذا تعرضوا لمساخطه تمحيصًا وتكفيرًا لسيئاتهم، ولا يتعارض هذا مع غضبه، كذلك فإن في طيِّ ذلك الرحمة بعباده حيث

(١) سورة الأنعام، الآيات: ٤٤ - ٤٥.
(٢) أخرجه أحمد برقم (١٧٣٤٩) والطبراني في الكبير برقم (٩١٣) والأوسط برقم (٩٢٧٢).

1 / 114