Reaching the Truth of Intercession
التوصل إلى حقيقة التوسل
ناشر
دار لبنان للطباعة والنشر
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
التوسل شرعًا:
هو التقرب إلى الله تعالى بطاعته وعبادته واتباع أنبيائه ورسله وبكل عمل يحبه الله ويرضاه. قال ابن عباس ﵄: إن الوسيلة هي القربة وقال قتادة في تفسير القربة أي تقربوا إلى طاعة بطاعته والعمل بما يرضيه.
وهكذا ... فإن كل ما أمر به الشرع من الواجبات والمستحبات فهو توسل شرعي ووسيلة شرعية.
قال الله تعالى في سورة المائدة الآية / ٣٥ /:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدا في سبيله لعلكم تفلحون)
وقال جل وعلا في سورة الإسراء:
(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلًا / ٥٦/ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا) /٥٧/
يتضح مما تقدم أن التوسل لغة وشرعًا ... لا يخرج عن معنى التقرب أو ما يؤول من القربى إلى الله تعالى بما يرضاه من الأعمال الصالحة.
وإنك لترى يا أخي المسلم أن آية المائدة ... يحض الله فيها عباده على أن يبتغوا إليه الوسيلة أي التقرب إليه بالإيمان والتقوى والجهاد في سبيله ولهم الفلاح أي الجنة والجنة ولا شك أقصى غايات الفلاح والنجاح.
وإنك لترى أيضًا في سورة الإسراء الآيتين ٥٦ و٥٧ أن الله تعالى يلفت أنظار المؤمنين إلى أن عمل المشركين بالتزلف إلى الله بأشخاص المخلوقين لا يفيدهم شيئًا لأنهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويله فدعاؤهم بالذوات أو التوسل بهم ... لا يقدم ولا يؤخر ولا يوصلهم إلى مبتغاهم لأنهم أخطأوا الطريق إلى الله.
إن هاتين الآيتين في سورة الإسراء: نزلتا في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا من الجن فأسلم الجنيون ... أما الإنس الذين كانوا يعبدونهم فلم يشعرو
1 / 20