214

وقد زعموا أن النجوم خوالد

ولو حاربته ناح فيها الثواكل (شيء محزن!)

فما كان أدناها له لو أرادها

وألطفها لو أنه المتناول (شيء مضحك جدا!)

بيد أن من غلوه ما لا يبكي ولا يضحك، بل من غلوه ما هو جميل ومؤثر جدا؛ لأنه مبني على حقيقة في الحياة يخبرها كل من تعددت أحزانهم فلا يبالون بالجديد منها، ولا أظن أن شكسبير أو ملتن أو هوميروس أبدع في وصف هذه الحال من حالات النفس إبداع المتنبي إذ قال:

رماني الدهر بالأرزاء حتى

فؤادي في غشاء من نبال

فصرت إذا أصابتني سهام

تكسرت النصال على النصال

على أن شكسبير لا يستعير في هذا المعنى النبال للغشاء، ومع أن ما يسمونه في الإنجليزية المجاز المتباين يكثر في شعره فهو يتحرى غالبا التناسب، فلا ينسج غشاء من الحراب أو من مادة صلبة. وشعراء الإفرنج أكثر تناسبا، وأقل غلوا، وأقرب معقولا في استعاراتهم وتصوراتهم منا، إلا إذا جاءت في باب المجون والهزل، أما نحن فنجد حتى في «محاربة النجوم». •••

نامعلوم صفحہ