148

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

تحقیق کنندہ

محمد عبد الله عنان

ناشر

مكتبة الخانجي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٩٨٠م

پبلشر کا مقام

القاهرة

وتوالت الحشود، وتعددت بِظَاهِر حضرتنا الرَّايَات والبنود، بَرَزْنَا نهتدي من الرَّأْي الَّذِي تعودنا يمنة بمصباح، وذبال اسصباح، لَا بل بفلق صباح، وخيمنا على بريد من الحضرة، ترفيها على السيقة، ونظرا للفذ وَالْجُمْلَة، مخيما جمع مقادة من النسم، لَا يحصيهم إِلَّا من كتب خطاهم فِي طَاعَته، وأحصى أنفاسهم المطيبة بذكراه، واستحفظ بقع الأَرْض شَهَادَتهم بتوحيده. وَكَانَ إطلالنا عَلَيْهِ، ثَالِث يَوْم البروز، وَهُوَ يَوْم الأثنين الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر الله الْمحرم، مفتتح هَذَا الْعَام السعيد، فِي أحسن التعبية، وأكمل وَأحكم الأهبة. وأمحرت الينا حامية الْعَدو، ذابة عَن الْحَوْزَة، مبلية من دون الْعَرَصَة، متمرسة بسرعان الْمُقدمَات، ورواد منَازِل المحلات، فَلَمَّا كاثرهم السوَاد الْأَعْظَم، وَالْبَحْر الَّذِي لَا يزحم، استجنوا بحمى الأبراج المشيدة، وَفرج الْأَبْوَاب العديدة. وتلاحق أوايل الْأُمَم المحشودة المحشورة، من الجموع المنصورة الموفورة، تموج بهم عَرَفَات موقف الْجِهَاد، [وتعرضهم ساهرة نشر الْبِلَاد]، ويتراكم مِنْهُم، وفرهم الله، رجل الْجَرَاد. وَكَانَ الْغَرَض يستكمل محمل الطَّرِيق، ويتدارك جُمْهُور النفير، وَيجْرِي حَربًا على مُقَرر التَّرْتِيب ومحكم التَّدْبِير، فشره النَّاس إِلَى الْعَدو، ووجهوا إِلَى حومة الْحَرْب خفوفا. لم يلو فِيهِ الْمُتَقَدّم على الْمُتَأَخر وَلَا انْتظر المسرع لحاق المتلوم. فانهارت مِنْهُم الهضاب وانهالت، وتدافعت الأودية وسالت، وجنحت الرَّايَات إِلَى حومة الربض الْأَعْظَم ومالت، كَأَنَّهُمْ سحايب الخريف. حركتها الزعازع، وَخَربَتْ آباط ركابهَا البروق الخواطف، وَأَحَاطُوا بِهِ من قبل أَن توزع عَلَيْهِم الْآلَات، وتبوأ مقاعد الْقِتَال [كماة الحماة وفره] الرُّمَاة، فقرعوا للحين سوره، واقتحموا مَنَازِله ودوره،

1 / 164