54

روضة المحبين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

تحقیق کنندہ

محمد عزير شمس

ناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

1440 ہجری

پبلشر کا مقام

الرياض وبيروت

اصناف

تصوف
الباب الثاني في اشتقاق هذه الأسماء ومعانيها فأمَّا المحبَّة، فقيل: أصلُها الصفاء؛ لأنَّ العربَ تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها: حَبَب الأسنان، وقيل: مأْخوذة من الحَباب، وهو ما يَعلُو الماءَ عند المطر الشديد، فعلى هذا المحبة: غَليان القلب وثورانُه عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب. وقيل: مشتقة من اللزوم والثبات، ومنه: أحبَّ البعيرُ: إذا بَركَ فلم يَقُم، قال الشاعر (^١): حُلْتَ عليه بالفلاة ضَرْبا ... ضَرْبَ بعيرِ السَّوْءِ إِذ أحبّا فكَأنَّ المحبَّ قد لزم قلبُه محبوبَه فلم يَرُم عنه انتقالًا. وقيل: بل هي مأخوذة من القَلَق والاضطراب، ومنه سُمِّي القُرْط حِبًّا؛ لِقَلَقِه في الأُذُن واضطرابه، قال الشاعر (^٢): تَبيتُ الحيَّةُ النَّضْنَاضُ منه ... مكانَ الحِبِّ تستمعُ السِّرارَا

(^١) الشطران من أرجوزةٍ في «الأصمعيات» (ص ١٦٣) بلا نسبة. وهما في «لسان العرب» (حبب، قفل) لأبي محمد الفقعسي، وبلا نسبة في «جمهرة اللغة» (ص ٦٥)، و«مقاييس اللغة» (٢/ ٢٧)، و«مجمل اللغة» (٢/ ٢٩)، و«الاشتقاق» (ص ٣٩). وفيها برواية: «حُلتَ عليه بالقفيل» أي بالسوط. وفي ت، ش: «خِلت» تحريف. (^٢) البيت للراعي النميري في ديوانه (ص ١٤٩)، و«الاقتضاب» (ص ٤٣٨) من قصيدة له. وهو في «اللسان» (حبب، نضض)، و«تهذيب اللغة» (٤/ ١٠٠، ١١/ ٤٧٠)، و«جمهرة اللغة» (ص ٦٤) وغيرها.

1 / 27