============================================================
لم يصف أي شيء من عمائر سلاطين المماليك الأول (بييرس وقلاوون والأشرف خليل) الذين عاصرهم، ولم يخصص للجامع الأزهر سوى سطر واحد كما كم يشر إلى ما اتخذه الظاهر بيبرس من إجراءات لإعادة الجامع إلى نشاطه بعد أن ظل معطلا اكثر من مائة عام، وإن كان استدرك ذلك في سيرة الظاهر بيبرس (الروض الزاهر 280-277).
كما أن عمارة القاهرة في عصر المماليك وامتداد المدينة واتساعها لم يتضح الا في الولاية الثالثة للناصر محمد بن قلاوون (709-41 7ه/1310- 1341م)، وقد تنبه إلى ذلك مؤرخ مصر الكبير تقي الدين المقريزي، فبعد أن ذكر كتاب ابن عبد الظاهر يقول: اثم تزايدت العمارة من بعده في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون بالقاهرة وظواهرها إلى أن كادت تضيق على أهلها"(1). وفعل أبو المحاسن بن تغري يردي الشيء نفسه، فبعد أن نقل ما ذكره ابن عبد الظاهر عن خططر القاهرة الأولى قال: "وأما هذه المباني التي هي الآن خارج القاهرة فكلها تجددت في الدولة التركية، ومعظهما في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون ومن بعده، من سد مصر إلى باب زوئلة طولا وعرضا4(2).
مصادز الكتاب ذكر ابن عبد الظاهر في مقدمة خططه المصادر التي طالعها وهو يجمع مادة كتابه وكلها مصادر مفقودة اليوم فيما عدا كتاب "الاعتبار" لأسامة بن منقذ وكتاب "الذخائر والتحف" المجهول المصنف وكتاب "سيرة أحمد بن طولون" للبلوي. وكان النموذج الذي بنى عليه ابن عبد الظاهر كتابه هو "خطط" الكثدي، أبو عمر محمد بن يوسف المتوفى سنة 30ه/961م ولخططنا (1) المقريرى: الخطط 1: 5. (4) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة 4: 54.
صفحہ 22