؟]...[ولم يخطر بباله يجرد سیفة المجالدة، ولا يربط فرسا إلا طرب، لا لمجاهدة ؛ ولم يبق أحد إليه بالنصر يشار، ولا ملك يتوهم أن ستكون للمتقين عقبى الدار ؛ فبعث الله السلطان مقوية عزائم أهل الإيمان، ومشجعة هممهم، ومثبتة أقدامهم، ورافعة علمهم ؛ فكانت آراؤه من أكبر أسباب النصرة، وإقدامه وقدومه من أعظم دواعي الفتوحات، التي جاءت من تخاذل الملوك على فترة ؛ وترتب على ذلك كل نصر عزیز، وفتح وجيز، وحرز للأمة حريز ؛ وكان ما سيذكر في مكانه، ويستقصي في بيانه - وجب أن تسطر سيرتها لتبقى على ممر الأيام، وتكتب حسناتها، وإن كانت قد كتبتها الملائكة الكرام. وكان المملوك الأصغر مشاهدها سفرة وحضرة، ومعاينة لا خبرة، والمطلع على غوامض أسرارها، وتسطير مبارها .
خدمت الخزانة المعمورة بجمع هذه السيرة ....... [ بيد ]اعها كل حسنة، وتضمينها كل مكرمة، لا يحتاج بيانها ....... عيانا فنقلته، ومنه ما سألته ......................... والسائس الذي أجرى الأمور على أحسن الأوضاع.
وها أنذا أذكر كل شيء منه في موضعه، وأبينه في مكانه، وأجلوه عن عين الناظر ومسمعه، وأثبته في مكانه وأوقعه. والله ولي التدبير، وإياه أسأل إجمال التأثير ، بمنه وكرمه، وهو حسبنا ونعم الوكيل !
صفحہ 46