الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

محيي الدين ابن عبد الظاهر d. 692 AH
179

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

اصناف

تاریخ

ووردت كتب الأمراء يخبرون بأن النوبة كانت للأمير عز الدين ايغان، والأمير فخر الدين الحمصي، والأمير بدر الدين الأيدمري، وجماعة من البحرية وكانت خيلهم في الجانب الشامي ترتعي، وهم رجالة يعملون، فأحاطت بهم فرقة من التار المغل ملبسة، فاجتمعوا ورموهم بالنشاب، وأنكو هم بالجراحات، فولوا منهزمين، وساق العسكر خلفهم، فوجد منهم جماعة قد هلكوا من تلك الجراح في الطريق، وفي حران وغيرها، وجماعة من كبر انهم قتلوا في ذلك اليوم.

وسير السلطان استدعي من الديار المصرية مئتي ألف درهم، ومئتي تشریف، وجهز معها من دمشق مثة تشريف، ودراهم، وسير الجميع إلى البيرة، وكتب إلى عز الدين ايغان بأن يحضر أهل القلعة وجميع من بها من أمير ومأمور وجندي وعامي ويخلع على الجميع، وينفق فيهم المال حتى الحراس وأرباب الضوء، وأنهم يلبسون الخلع، ويخدمون بباب القلعة : روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم : أن رجلا قال : « یا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : «مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ثم رجل في شعب من الشعاب يعبد الله ». وقال الله تعالى : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء. ووصل كتاب الأمير عز الدين ايغان بأنه اعتمد هذا الأمر، وسار خبره في البلاد، وتحقق الناس أن السلطان لا يضيع لديه عمل عامل، وأنه ليس عن غلمانه بغافل ؛ وطابت قلوب أهل القلاع بذلك، وقالوا : « السلطان يطوي لنجدتنا المراحل، وتسبق عساكره الأخبار إلى العدو المنازل ».

صفحہ 227