الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

محيي الدين ابن عبد الظاهر d. 692 AH
174

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

اصناف

تاریخ

كان السلطان خرج متصيدة وبلغه بجهة العباسة وأعراس أن التتار قد جمعوا، ونازلوا البيرة المحروسة، فوثب وثبة الأسد المفترس، واندفع اندفاع السيل المحتبس، وأخذته الحمية للإسلام، ومنع جنبه أن يضطجع، وعينه أن تنام، وأمر الأمير بدر الدين الخزندار بالركوب على الجيل السابقة، وأنه ساعة وصوله يجرد أربعة آلاف فارس من العسكر الخفيف، وساقوا وساق السلطان من أعراس إلى قلعته، فأقام ليلة واحدة؛ وكانت العساکر متفرقة في البلاد، والخيول على الربيع، وكان الفرنج قد أفهمت التتار ذلك، وأن عساكر الديار المصرية لا يمكنها وقت الربيع الحركة، وما علموا أن للإسلام ملكا يحمل النفس على المشاق، وإذا ساق إلى جهة يخيل أنه ركب على البرق أو البراق.

فلما استقر بقلعته ر سم للأمير عز الدين يوغان [ بتقدمة العساكر، ومن هو مسافر معه، بالتوجه جرائد، ومنهم الأمير فخر الدين الحمصي ] والأمير بدر الدين بيليك الأيدهري، والأمير علاء الدين کشتغدي الشمسي، وجماعة من الأمراء، والحلقة ؟، وتوجهت هذه العساكر في رابع الشهر. وأمر الأمير جمال الذين المحمدي، وجمال الدين ايدغدي الحاجبي بالتجهز في قريب أربعة آلاف أخرى، فخرجت هذه العساكر ثاني يوم خروج الأمير عز الدين ايغان، وسافروا بعد سفر العسكر الأول بأربعة أيام.

صفحہ 222