رود ریاحین

اليافعی d. 768 AH
88

============================================================

(وقال) الفضيل بن عياض رضى الله عنه والناس وقوف بعرفات ما تقولون ولو قصد هؤلاء الوفد بعض الكرماء يطلبون منه دانقا اكان يردهم قالوا لا فقال والله للمغفرة في جنب كرم الله أهون على الله عز وجل من الداتق في جنب كرم ذلك الرجل. ووقف الفضيل رضى الله عنه أيضا في بعض حجاته ولم ينطق بشىء فلما غربت الشمس قال واسوأتاه وإن عفوت.

الحكاية الستون عن ابراهيم بن المهلب السائح رضى الله عته قال بينا أنا أطوف وإذا بجارية متعلقة بأستار الكعية وهى تقول سيدى بحبك لى إلا رددت على قلبى فقلت لها ياجارية من أين تسعلمين أنه يحبك فقالت بالعناية القدية جيش في طلبى الجيوش وأنفق الأموال حتى أخرجنى من بلاد الشرك وأدخلنى في التوحيد وعرفنى نقسه بعد جهلى أياه فهل هذا يا إبراهيم إلا لسعناية ومحبة قلت فكيف حبك له قالت أعظم شىء قلت وكيف هو قالت هو أرق من الشراب وأحلى من الحلاب ثم ولت وهى تقول : وذى قلق لا يعرف الصبرا والعزا له مقلة عبرى أضر بها البكا وجسم تحيل من شجا لوعة الهوى فمن ذا يداوى المستهام من الضنا ولا سيا والحب صعب مرامه إذا غطفت منه العواطف بالقنا المكاية الحادية والستون عن أحد الصالمين رضى الله عنه قال كاتت إلى جنيى عجوز قد اضنتها العبادة فسألتها أن ترفق بنفسها فقالت يا شيخ أما علمت أن رفقى بنفسي غيبنى عن باب المولى ومن غاب عنه مشتغلا بالدنيا عرض نفسه للبلوى وما قدر عملى إذا عسملت واجتهدت فكيف إذا قصرت ثم قالت واسوأتاه من حسرة السباق وفجعة الفراق فأما حسرة السباق فإذا قام القائمون من قبورهم وركب الأبرار نجائب الأنوار وساروا إلى قصور من العز والجلال ورفعت لهم منازل المحبين وقدمت بين أيديهم تجائب المقربين وبقى المسبوق في جملة المحزونين فعند ذلك يتقطع فؤاده حسرة وتأسفا ويذوب ندامة وتلهفا.

أما فجعة الفراق قعند تمييز الناس بالجمع والافتراق وذلك أن الله سبحانه وتعالى إذا جمع الخلق في صعيد واحد أمر ملكا ينادى أيها المجرمون امتازوا إن المتقدمين قد فازوا وهو قوله تعالى وامتاروا اليوم أيها المجرمون فيميز الرجل من

صفحہ 88