============================================================
قرى فقلت له يارجل هذا ضيف وقد أمرنا الله بإكرامه فخذ تلك الشاة فاذبحها قالت فخفنا أن تبكى عليها صغارنا فقلت له أخرجها من البيت إلى وراء الجدار فاذبحها فلما أراق دمها قفزت شاة على الجدار فنزلت إلى البيت فخشيت أن تكون قد انفلتت منه فخرجت لأنظرها فإذا هو يسلخ الشاة فقلت له يارجل عجبا وذكرت له القصة فقال لعل الله تعالى أن يكون قد أبدلنا خيرا منها فكانت تلك تحلب اللبن وهذه تحلب اللبن والعسل ببركة إكرامنا الضيف ثم قالت يا أولادى إن شويهتنا هذه ترعى في قلوب المريدين فاذا طابت قلوبهم طاب لبنها وإن تغيرت تغير لبنها فطيبوا قلوبكم يطب لكم كل شىء طلبتموه منه رضى الله عنها.
(قلت) وقد سألنى بعض أهل العلم والأخيار ماذا تعنى بالمريدين فظهر لي والله أعلم أنها تعنى بالمريدين نفسها وزوجها ولكن أطلقت لفظا ظاهره العموم مع إرادة التخصيص تسترا أو تحريضا للمريدين على تطييب قلوبهم إذ بطيب القلوب يحصل كل طيب محبوب من الأنوار والأسرار ولذة العيش بمنادمة الملك الغسفار والمعنى لما طابت قلوبنا طاب ما عندنا فطيبوا قلوبكم يطب لكم ما عندكم ولو لم يكن الأمر كذلك بل المراد عموم المريدين لكان يطيب اللبن من سائر الغنم ولو خبث قلبهما لما تفعهما طيب قلوب المريدين وإذا طاباهما لم يضرهما خبث قلوب المريدين والله أعلم.
المعاية الرابعة والشمسون من بعض أصعاب السري رضى الله عنه قال كان لسرى تلميذة ولها ولد عند المعلم فبعث به المعلم إلى الرحى فنزل الصبى في الماء فغرق فأعلم المعلم سريا بذلك فقال السرى قوموا بنا الى أمه فمضوا اليها وتكلم السرى عليها في علم الصبر ثم تكلم في علم الرضا فقالت يا أستاذ وأى شىء تريد بهذا فقال لها إن ابنك قد غرق فقالت ابنى فقال نعم فقالت قوموا بنا فقاموا معهاحتى انتهوا إلى النهر فقالت أين غرق فقالوا ههنا فصاحت به ابنى محمد فأجابها لبيك يا أماه فنزلت وأخذت بيده فمضت به إلى منزلها فالتفت السرى إلى الجنيد وقال أى شىء هذا قال الجنيد رضى الله عنه أقول: قال قل، قال : إن المرأة مراعية لما لله عز وجل عليها وحكم من كان مراعيا لما لله عز وجل عليه ألا يحدث عليه حادثة حتى يعلمه بذلك فلما لم تكن حادثة لم يعلمها بذلك فأنكرت فقالت إن ربى عز وجل ما فعل هذا رضى الله عنها ونفعنا بها.
صفحہ 82