============================================================
اعرض عن الهجران والتمادى وارحل لمولى مشعم جواد ما العيش إللا فى جوار قرم قد شربوا من صافى الوداد الحكاية الثانية والعشرون عن هالك بن دينار رضى الله عنه قال دخلت جبانة البصرة فإذا أنا بسعدون المجنون رضى الله عنه فقلت له كيف حالك وكيف انت فقال يا مالك كيف يكون حال من أصبح وأمسى يريد سفرا بعيدا بلا أهبة ولا راد ويقدم على رب عدل حاكم بين العباد ثم بكى بكاء شديدا فقلت ما يبكيك فقال والله ما بكيت حرصا على الدنيا ولا جزعا من الموت والبلى ولكن بكيت ليوم مضى من عمرى لم يحسن فيه عملى أبكانى والله قلة الزاد وبعد المفارة والعقبة الكثود ولا أدرى بعد ذلك أصير إلى الجنة أم إلى النار فسمعت منه كلام حكمة فقلت إن الناس يزعمون أنك مجنون فقال وأنت اغتررت بما اغتر به بنو الدنيا زعم الناس آنى مجنون وما بى جنة ولكن حب مولاى قد خالط احشائى وجرى بين لحمى ودمى وعظامى فأنا والله من حبه هائم مشغوف فقلت يا سعدون فلم لا تجالس الناس وتخالطهم فأتشأ يقول: ن من الناس انا وارض بالله صاح يا لب النا كيف تت ت پدهم وقاربا (وأتشد بعضهم فى هذا المعنى) وما رلت مذلاح المشيب مفرقى أفتش عن هذا الورى ثم اكشف فما إن عرفت الناس إلا ذمتهم جزى الله خيرا كل من لست أعرف فما كل من يهوى يحبك قلبه ولا كل من تحبب يكن لك منصف وما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار بالدار التى كنت تالف الحكاية الثالثة والعشرون عن ذى النون المصرى رضى الله عنه قال بينما انا أطوف وقد هدأت العيون ببيت الله الحرام إذ آنا يشخص قد حاذى البيت وهو يقول رب عبدك المسكين الطريد الشريد من بين يديك اسألك من الأمور اقربها ومن الطاعات أيسرها وأسألك بأصفيائك من خلقك الكرام من الأنبياء عليهم السلام إلا سقيتنى بكاس محبتك وكشفت عن قلبى أغطية جهل معرفتك حتى أرقى بأجنحة الشوق إليك فأناجيك فى أركان الحق بين رياض العرفان ثم بكى حتى سمعت وقع دموعه على الحصى ثم ضحك وانصرف فتبعته وقلت فى نفسى هذا إما عارف
صفحہ 57