============================================================
وبالمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين ونسبتهم إلى الجهل إذ لم يجمعوا المال كما جمعت ومتى رعمت أن جمسع المال الحلال أعلى من تركه فقد زعمت أن رسول الله لم ينصح أمته إذ نهاهم عن جمع المال كذبت ورب السماء على رسول الله بل كان ل للامة ناصحا وعليهم مشفقا وبهم رهوفا رحيما يحك آيها المفتون هذا عبد الرحمن بن عوف رضى الله عسنه فى تقاه وصنائعه المعروفة وبذله الأموال فى سبيل الله تعالى مع صحبته لرسول الله ل وبشراه بالجنة يوقف فى عرصة القيامة وأهوالها بسبب مال اكتسبه من حلال للتعفف وصنائع المعروف وأنفق منه قصدا وأعطى فى سبيل الله سبحانه منع من السعى إلى الجنة مع الققراء المهاجرين وصار يحبو فى آثارهم حبوا فما ظنك بأمثالنا الغرقى فى فتن الدتيا وبعد فالعجب كل العجب من كل مفتون متمرغ فى تخاليط الشبهات والسحت يكالب على أوساخ الناس ويتقلب فى الشهوات والزينة والمباهاة وفتن الدنيا ثم يحتج بعيد الرحمن بن عوف رضى الله عنه ثم قال المحاسبى رضى الله عنه بعمد كلام طويل حسن ذكر فيه الصحابة رضي الله عنهم كانوا للمسكنة محبين ومن خوف الفقر آمنين وبالله تعالى فى أرراقهم واثقين وبمقادير الله عز وجل مسرورين وفى البلاء راضين وفى الرخاء شاكرين وفى الضراء صابرين وفى السراء حامدين وكانوا لله متواضعين وعلى أنفسهم مؤثرين وعن حب العلو والتكاثر ورعين وكانوا إذا أقبلت عليهم الدنيا حزنوا وإذا أقبل عليهم الفقر قالوا مرحبا بشعار الصالحين فبالله عليك اكذلك أنت والله إنك لبعيد الشبه بالقوم حالك ضد أحوالهم ، تطغى عند الغنى، وتبطر عند الرخاء؛ وتفرح عند السراء، وتغفل عند أداء شكر النعماء، وتقنط عند الضراء، وتسخط عند البلاء ولا ترضى بالقضاء، وتبغض الفقر وتأنف من المسكتة وتجمع المال لتنعم الدنيا ورهرتها وشهواتها ولذاتها ولقد كانوا فيما أحل الله لهم ارهد منك فيما حرم الله عليك وكانوا للذلة الصغرى أشد استعظاما منك من كبار المعاصى فليت أطيب أموالك وأحلها مثل شبهات أموالهم وليتك أشفسقت من سيئاتك كما اشفقوا من حسناتهم، الا تقبل وليت صومك مثل افطارهم وسهرك مثل نومهم وليت حسناتك مثل واحدة من حسناتهم ويحك ينبغى لك أن ترضى بالبلغة وتعتبر بذوى الأموال إذا وقفوا للسؤال وتسبق فى الرعيل الأول فى رمرة المصطفى لا حبس عليك ولا حساب فقد قال ة: لايدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام انتهى كلام المحاسبى رحمه الله وهذا بعض كلامه
صفحہ 23