رود ریاحین

اليافعی d. 768 AH
116

============================================================

روحى إليك بكلها قد أقبلت لو كان فيك هلاكها ما أقلعت تبكى عليك تخوفا وتلهفا حتى يقال من البكاء تقطعت فانظر إليها نظرة بتعطف فاطالما متعتها قتمعت المعاية السابعة والتسهون عن الشيخ أبى الربيع رضى الله عنه قال كنا جماعة من الفقراء بمكة وكان فيهم رجال لهم سياحات وأحوال عهدوها من آنفسهم وكنت قد وقف بى بحثى عن نفسي على آنى لم أجد لى عملا صالحا ففكرت فى نفسى هل لى حال أنظره فى المستقبل يرد على فوجدتنى فقيرا منه فقلت من العجز انتظار مالم يكن فتعلقت بفعل مايلزمنى فى الوقت فوجدت أنه ليس عمل صالح أفضل من الطواف فكنت اكثر منه فكان بعضهم يقول لى إلى متى تدور كحمار الساقية أفى كل هذا العمل أنت واجد قلبك فقلت لا ولا أعرف لى قلبا أجده ولا أعرف له مكانا فأطلبه ولكنى سمعت قوله تعالى: * وليطوفوا بالبيت العتيق}(1) فأتا أعمل على ظاهر من الأمر.

الحكاية القاهتة والتسعون (9ى عن الشيخ ابى يعتوب البصرى رضى الله عنه أنه قال جعت مرة في الحرم عشرة أيام فوجدت ضعفا فجذبتى نفسى أن أخرج إلى الوادى لعلى أجد شيئا أسكن به جوعى فخرجت فوجدت سلجمة مطروحة متغيرة فأخذتها فوجدت فى قلبى منها وحشة وكأن قائلا يقول لى جعت عشرة أيام فآخرتك يكون حظك سلجمة مطروحة متغيرة فرميت بها ودخلت المسجد فقعدت فاذا برجل جاء فجلس بين يدى ووضع قمطرة وقال هذه لك فقلت له كسيف خصصنى بها فقال اعلم أنا كنا فى البحر منذ عشرة أيام فأشرفت السفينة على الغرق قنذر كل واحد منا نذرا إن خلصنا الله تعالى آن يتصدق بشىء وندرت أتا إن خلصنى الله تعالى أن أتصدق بهذه الخمسمائة الدينار على أول من يقع عليه بصسرى من المجاورين وأنت أول من لقيته، فقلت أفتحها ففتحتها فاذا فيها كعك سميد مصرى ولوز مقشر وسكر كعاب فقبضت قبضة من ذا وقبضة من ذا وقلت رد الباقى إلى صبيانك هدية منى إليهم ، وقد قبلتها ثم قلت فى نفسى ررقك يا نفس سير إليك (1) سورة الحج : الآية 29

صفحہ 116