[37_2]
يحبون أثقال الحديد وقتلهم ... وقد نابهم ضعف وحاولهم ضر
أضاقت عليهم دورهم وديارهم ... فراموا فضاء الأرض فاغتالهم أسر
أم افتخروا أن النسور إذا غزا ... لها كل يوم في لحومهم وكر
أم أعجبهم أن العوالي كأنها ... تمد لهم كفا ومن أخذها العمر
ألم يبكهم ضحك السيوف عليهم ... وقد قهقهت حمر المدافع والسمر
وفي كل يوم للسلاسل أنة ... بأعناقهم هل كان بينهما شر
وفي كل يوم للسهام تعانق ... بأحشائهم هل إنها للحشا صهر
وفي كل يوم للدماء تدفق ... على الأرض هل هذي الدما حلل حمر
وفي كل يوم للعتاق تصاهل ... وللأرض ترجاف وللفارس الكر
ألا قاتل الله العدو فانه ... تعرض حتى أن يكون له فخر
وليس عجيبا فخره فلقد سعى ... إليه الذي قد خاف من قهره القهر
فيا أيها الصدر الذي قد تسارعت ... بأقدامه العافون واستأسد النمر
رويدك كفكف غرب عزمك واتئد ... فقد بان من حد السلاح لك العذر
فما كل يوم يوم ثج وفدية ... وما كل يوم عيد أضحى به نحر
حنانيك إن البحر مازجه دم ... فمهلا ومن ذا السفك قد نجس البر
فكيف وضوء القوم أو أن تيمموا ... صعيدا وقد آضا وما فيهما طهر
فحسبك يا ابن الاكرمين فضيلة ... بألسنة الأعداء أضحى لها شكر
وبشراك في هذا الجهاد فانه ... به الفتح مقرون يلوح به البشر
ستقطف رؤوسا حان منها قطافها ... بأبيض هندي به البعث والنشر
وتبصرهم والحرب قد قام سوقها ... وقد نفروا كلمى كأنهم حمر
كأن الثرى طرس كأن جسومهم ... دواة كأن الدهر في جوفها حبر
كأن القنا الأقلام والجيش كاتب ... بليغ وقتلاهم له النظم والنثر
صفحہ 37