[32_2]
فحدثت نفسي أنها الشمس أشرقت ... وأني قد أوتيت آية يوشع
ومن القصيدة المذكورة:
جددت هذا الدين أنت وقد أتى ... نص الحديث مخبرا ومشيعا
وفي هذا البيت إشارة إلى ما ورد في الأحاديث المصرحة بذلك مضمونها: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمور دينها. وهذا ليس مخصوصا بالعلماء فقط، بل يشمل الملوك أيضا كما صرح به البسطامي في الفوائح المسكية والفواتح المكية، وعد الملك الظاهر بيبرس ملك مصر إنه مجدد دين هذه الأمة في المائة السابعة فليطلب هناك. انتهى.
والممدوح المذكور جامع كلا الجهتين العلم والرياسة، والفضل والكياسة. ومنها:
فقت الأنام وأنت منهم واحد ... وجمعت أشتات الفخار توسعا
هذا مأخوذ من قول المتنبي:
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
ومنها:
العلم والرأي اللذان كلاهما ... ركنان في الدارين فيك تجمعا
لو لم يكن خير البرية خاتما ... كنت الرسول إلى الأنام مشفعا
ضلت عقول الروم فيك فجمعوا ... وتجمعوا وأتوا إليك تضلعا
قاسوا قسيك كالقسي فحاربوا ... فسقيتهم كأس المنية مترعا
وأذقتهم مر النقيع فحاولوا ... أكل الرجيع إذا وعضوا الإصبعا
هيهات لا تجدي الندامة مغنما ... ويل لهم لما أزلن البرقعا
لك صارم عزم الخلافة سنه ... في حده ليث الفناء تربعا
وقنا يرى بسنانه وسنائه ... كيف القضاء وكيف يأتي مزمعا
جندلتهم في الأرض حتى أصبحوا ... في العالمين حديث عجب مردعا
صفحہ 32