[29_2]
فأنت تصيب المجد حيث تلألأت ... كواكبه إن أنت لم تصب الأجرا
وجدت فداك اليوم ألطف موقعا ... وقد كان لي خلا فأصبح لي صهرا
فإن أنا لم أشكر لنعماك حامدا ... فما نلت نعمي بعدها توجب الشكرا
فلا زلت في العلياء درا منضدا ... سعيدا رشيدا سيدا سندا صدرا
بحق النبي المصطفى وبآله ... وأصحابه أهل السماحة والبرا
عليهم صلاة الله ثم سلامه ... مدى الدهر والأيام دوما لهم تترى
وله في مدح الوزير الأعظم مصطفى باشا الكوبرلي رحمه الله:
بشرى لأهل الدين والدنيا معا ... بمن اعتلى صدر الوزارة مبدعا
حامي حمى الإسلام من أضحى به ... ربع الطغاة إلى العساكر مربعا
من فل جيش الكافرين وقد غدت ... قتلاهم للوحش خصبا ممرعا
لعبت ثعالب رمحه بأسودهم ... فغدت غذاء للأرانب مشبعا
ختمت قلوبهم سنابك خيله ... وسهامه أبصارهم والمسمعا
خطبت سيوف النصر فوق رؤوسهم ... فتيمموا جدثا وأموا مصرعا
صلى القنا صبحا بمحراب الطلا ... ودعا فعفرت الخدود تضرعا
فكأنما هاماتهم قد أصبحت ... أكرا تلاعبها الكماة تولعا
وكأن هاتيك الجيوش سحابة ... طلعت ففرق غيمها وتقشعا
وكأن هاتيك السيوف بوارق ... تغشى بوارقها البروق اللمعا
وكأن هاتيك المدافع والوغى ... رعد تقصف بالسحاب ولعلعا
وكأن وقع النبل فوق جسومهم ... وبل يسح سحابه متتبعا
كادت كماتهم يموت إذا رأت ... شيخا تطاول أو صبيا مرضعا
طلبوا الفرار ولات حين تخلص ... ولو أنهم طلبوا المكان البلقعا
أمسى ببيلغراد معقل حزبهم ... وتحصنوا وحصونهم لن تنفعا
صفحہ 29