[20_2]
وكم أعزوكم ذلت به دول ... وكم أناخ له من فارس بطل
وظل في رفع أنذال ذوي سفه ... أراذل من ذوي الأوغاد والسفل
وهذه سنة الدهر الخؤون فكم ... أنال شخصا رذيلا أعظم الدول
وألبس الحر أثواب الرذالة وال ... هوان بعد سني الحلي والحلل
فصار بعد نعيم العيش في غصص ... يبيت منها ملي البال غير خلي
تبت يدا قلبه أضحى أبا لهب ... وذا أسى وعنا حيران ذا ملل
أوقاته كلها للحزان مصحبة ... وعن مكابدة الآلام لا تسل
فاصبر على المر كي تلقى حلاوته ... فان نيل العلا قسم من الأزل
وكن إذا هدفا في كل حادثة ... (فربما صحت الأجسام بالعلل)
واشدد لها حزم صبر غير مضطرب ... واسلك لنيل مناها أصعب السبل
وانهض لنيل العلى واركب لها خطرا ... ولا تكن قانعا في مصة الوشل
فهامة المجد عندي ليس يركبها ... من كان يقنع من دنياه بالبلل
فكن أبيا نبيها غير مكترث ... بحادث الدهر واسمع صحة المثل
إذا عراك عناء الضيم في بلد ... فانهض إلى غيره في الأرض وانتقل
من كان ترقى إلى الجوزاء همته ... فغير صنع الليالي غير محتمل
وحيث ينقصك قرب الخلق منزلة ... فاحذر وكن عن تعاطي الغير في شغل
وكن عن الخلق مهما اسطعت مجتنبا ... فان قربهم ضرب من الشلل
فالناس أجناس إن عاشرت أكثرهم ... ألفيت باطنهم فجا من الدغل
(فجانب الخلق واصحبهم على حذر ... فإن صحبتهم نوع من الخطل)
إن رافقوا نافقوا أو صادقوا فإذا ... لم يصدقوا فإلى ما خذله الخجل
فالزم نصيحك واحذر كل غائلة ... فغير ذلك معدود من الخبل
ومن شعر صاحب الترجمة قوله في المديح يمدح والده:
صفحہ 20