============================================================
روض المناظر فى علم الأواثل والأواخر وفى سنة اثشتين وستين: اتفق اهل المدينة على خلع يزيد لقلة دينه، واخرجوا تائبه عثمان بن محمد بن آبى سفيان منها.
ودخلت سنة ثلاثة وستين: فجهز يزيد جيشا مع مسلم بن عقبة، فسار اليها فى عشرة آلاف فارس، وحاصرها، وعبل أهل المدينة خندقا، وجرى قتال شديده قتل فيه القضل بن العباس، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وجماعة من الأشراف والانصار، وانهزم أهل المدينة، وأباح مسلم مدينة النبى ثلاثة ايام يقتلون الناس، وينهبون الأموال، ويفسقون فى النساء، وبايع من بقى منها على ان يكونوا عبيدا ليزيد، كل ذلك حب فى يزيد، وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذى الحجة، وتعرف بالحرة لانهم التقوا بظاهر المدينة الشريفة، ثم سار الجيش إلى مكة، فهلك فى الطريق، وأقام معاوية الحصين بن ثير فى الحرم.
ودخلت سنة أريع وستين: قفى أولها كان هلاك مسلم بن عقبة ومن آقبح القبائح أنه استياح المدينة وبعد الوقعة وقع مريضا فى محفة لا جرم لم يمهله الله، ولا مرسله يزيد، بل هلك بعد بضعة وسبعين يوما من وقعة الحرة، ومن قتل بها مشهوده.
ودخل الحصين إلى مكة وحاصر عبد الله بن الزبير بكة أربعين يوما حتى جاءهم الخبر بموت يزيد، فارتحل نحو الشام بعد أن رمى الكعبة بالمنجتيق وأحرقها بالنار، وكانت وفاة يزيد بحوارين من عمل حص سنة آربع وستين، وعمره ثمان وثلاثون سنة، ومدة خلاقته ثلات سنين ونصف، وخلف عدة بنين وبنات، وكان شاعرا صيحا، عربيا، ربى فى بنى كلب مع آمه ميسون بنت مجدل الكلبية لما طلقها معاوية حين سعها تنشد: للبس عباءة وتقر عينى احب الى من لبس الشفوف وبيت تخفق الارواح قيه أحب الى من قصر متيف وبكر تبيع الأضغان صعب أحب إلى من تعل رفوف وكلب ينبح الأضياف صعب احب إلى من نقر الدفوف و حرف من يتى عس تقيف احب الى من علج عسوف
صفحہ 127