الروض المغرس فی فضائل البیت المقدس
al-Rawd al-Mugharras fi Fadaʾil al-Bayt al-Muqaddas
اصناف
فقال أتجدون هذا في حكم داود فانطلق إليه وشكاهم فدعاهم وقال تريدون أن تبنوا بيت الله بظلم ما أراكم يا بني إسرائيل تستكينون لله عز وجل فقالوا أتطيب نفسك عن حقك فبتعه بكمك قال ما تعطيني قال أملاه لك إن شئت غنما او بقرا أو إبلا قال يا نبي الله زدني فإنما تشتريه لله عز وجل فلا تبخل علي قال داود فاحتكم فإنك لا تسالي شيئا إلأ أعطيتك قال ابن لي حائطا قدر قامتي ثم أملاه ذهبا قال داود نعم وهو في الله عز وجل قليل ثم التفت الرجل إلى بني إسرائيل فقال هذا التائب الصادق المخلص قال يا نبي الله قد علم الله عز وجل مني بمغفرة ذنب من ذنوبي وذنوب هؤلاء أحب إلي من ملء الأرض ذهبا فكيف يظن هؤلاء أني أبخل عليهم وعلى نفي لما أرجو المغفرة لذنوبي وذنوبهم ولكن جربتهم رحمة لهم وشفقة عليهم وقد جعلته لله عز وجل فأقبلوا على عمل بيت المقدس وباشر داود ذلك بنفه ينقل الحجر على عاتقه ويضعه بيده على موضعه ومعه أحبار بني إسرائيل ومنها بسنده إلى رافع بن عمير ي يقول قال الله تعالى لداود يا داود ابن لي في الأرض بيتا فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه يا داود بنيت بيتك قبل بيتي قال يا رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر ثم أخذ داود في بناء المسجد فلما تم سور الحائط قط ثم بناه فلما تم السور سقط ثلاثا فشكا إلى الله عز وجل فأوحى له إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا قال أي رب ولم قال لما جرى على يدك من الدماء قال أي رب أو لم يكن ذلك في هواك ومحبتك قال بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه لا تحزن فإني سأقضي بناه على يدي ابنك سليمان هذا ما ذكره في كتاب الأن والحديث المذكور في سنده محمد بن أيوب ضعفه غير واحد وقال ابن حبان لا مسجد الرواية له ذكره في مثير الغرام وفي مثير الغرام وقيل أصاب بني إسرائيل طاعون في زمن داود فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس يدعون الله ويألون كشف البلاء فاستجاب لهم فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا وذلك لأحد عشر سنة خلت من ملكه وتوفي قبل أن يستقيم بناءه وأوحى إل سليمان فبناه في ثماني سنين ولما فرغ من بنائه أطعم فيه بني إسرائيل اثني عشر ألف ثور وقيل إن داود رأي الملائكة شاكين سيوفهم يغمدونها ويرتفعون قال سمعت رسول الله
صفحہ 33