الروض المغرس فی فضائل البیت المقدس
al-Rawd al-Mugharras fi Fadaʾil al-Bayt al-Muqaddas
اصناف
أبي ذر ثم قال وهو يدل على أن بناء داود وسليمان إياه إنما كان على أساس قديم لا أنهما المؤسسان له بل هما مجلدان قال بعض العلماء بناه قبل سليمان سام بن نوح عليهما السلام وليس كذلك بل أساسه أقدم من سام بقرون كثيرة فإن بين موت آدم والطوفان كما قال ابن قتيبة الفي سنة ومائتي وأربعين سنة وقيل كثر ثم ذكر أعني في مثير الغرام عن الأزرقي عن علي بن الحين ما ذكره الفزاري بزيادة قال وكان هذا قبل خلق آدم صلى الله عليه وسلم ثم قال أعني في مثير الغرام وقال ابن عباس هو أول بيت بناه آدم في الأرض وعلى كلا القولين إنه بنته الملائكة وبناه آدم أو جمعنا بين القولين فقلنا آدم جدد ما بتته الملائكة يضعف القول بإن بناه سام لحديث أبي ذر الالف وقد تقدم ما بين آدم والطوفان من التين فضلا عما بين بناء الملائكة وبناء سام فإذا بناء سام تجديد تأسي إلا أن يحمل قوله وضع على جعل البقعة وإظهارها مجدا من غير بناء كما في حديث وجعلت لي الأرض مسجدا فيكون وضع البقعة وجعلها مسجدا من غير بناء بعد وضع الببت الحرام بأربعين سنة ثم أسسه سام وهذا غير قوي أيضا لأن المراد من قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس البناء فتعين حمل قول من قال أول من بناه سام على التجديد وهذا كلام مثير الغرام وقوله قال بعض العلماء تقدم الكلام فيه قبل هذا بطور وإن ظاهرة أنه غير كعب لكن حكى بعد ذلك عن القرطبي كما سيأتي على الأثر أنه كعب وأقره وقال أيضا في مثير الغرام وقال أبو العباس القرطبي يجوز أن يكون بنته الملائكة بعد بنائها البيت بإذن لله تعالى وقيل أول من بناه وأري موضعه يعقوب لأنه روي في قصته أن الله تعالى أوحى إليه أني قد ورثتك الأرض المقدسة وذريتك بعدك ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه فهو بيت المقدس والقول بأن هذا البناء كان تجديدا هنا أولى منه في قول كعب أن أولى من أسه سام انتهى وقوله وقيل أول من بناه يعقوب سيأتي على الأثر عن إعلام الساجد الجزم به وقوله والقول بأن هذا البناء كان تجديدا هنا إلى آخره الظاهر أنه يريد أن القول
صفحہ 31