190

روض بسیم

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

ناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

في مذهب المعتزلة والزّيدية.
أمّا المعتزلة: فرواه ابن الحاجب عنهم الجميع، لفظه: «قالت المعتزلة: الصحابة (١) عدول إلا من حارب عليًّا». وذكروه أيضًا في كتبهم، فممن ذكره منهم: عالمهم وإمامهم بغير منازعة: الشّيخ أبو الحسن البصريّ في «المعتمد» (٢) فإنه قال فيه ما لفظه: «واعلم أنّه إذا ثبت اعتبار العدالة وغيرها من الشّروط التي ذكرناها، وجب إن كان لها ظاهر أن يعتمد، وإلا لزم اختبارها، ولا شبهة أن في بعض الأزمان كزمن النّبي ﷺ قد كانت العدالة منوطة بالإسلام، فكان الظاهر من المسلم كونه عدلًا، ولهذا اقتصر النّبيّ ﷺ في قبول خبر الأعرابي عن رؤية الهلال على ظاهر إسلامه، واقتصرت (٣) الصّحابة على إسلام من كان يروي الأخبار من الأعراب».
وقال الحاكم المحسن بن كرامة المعتزلي في: «شرح العيون» له ما لفظه: «إن أحوال المسلمين كانت أيّام رسول الله ﷺ معلومة، وكانت مستقيمة مستغنية عن اعتبارها (٤»).
وأمّا الزّيدية: فقد ثبت عن كثير منهم ما يدل على ذلك كما سنذكره، من ذلك قول الإمام الكبير المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن

(١) «الصحابة» سقطت من (س)!.
(٢) (٢/ ٦٢٠).
(٣) في (أ) و(ي) و(س): «واقتصر» والمثبت من (ت)، و«العواصم»: (١/ ٣٧٥)، و«المعتمد».
(٤) في (س): «اختبارها».

1 / 96