قال كسرى لشيرين: ما أحسن هذا الملك لو دام، فقالت: لو دام ما انتقل إلينا. عزل عمار بن ياسر عن الكوفة فقال: وجدتها حلوة الرّضاع مرّة الفطام.
فيلسوف: الملك الأعظم أن يملك الإنسان شهوته. قال الأوّلون: ليس في الأرض عمل أكدّ لأهله من سياسة العوامّ. قدّم حمزة العدويّ السارق إلى معاوية، فأمر بقطع يده، فقال:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بعفوك من عار عليها يشينها
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا ما شمال فارقتها يمينها
فأبطل عنه الحدّ، فهو أوّل حدّ أبطل في الإسلام. كان عمر ﵁ إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب. أردشير: إذا رغب الملك عن العدل رغب الرعية عن الطاعة. وعنه: لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلّا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة. قيل: الرياسة لا تتمّ إلّا بحسن السياسة. قيل: السياسة أساس الرّياسة. قيل: من حسنت سياسته دامت رياسته. يقال: خير الملوك من أحسن في فعله ونيته، وعدل في جنده ورعيّته. ابن المبارك:
لولا الخلافة ما قامت لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
قيل: السيف والسنان يفعلان ما لا يفعل بالبرهان. عمر ﵁: ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن. إدريس ﵇: من سكن موضعا ليس فيه سلطان قاهر، وقاض عادل، وطبيب عالم، وسوق قائمة، ونهر جار، فقد ضيّع نفسه وأهله وماله وولده.
ولم يكن بعد أردشير أعدل من أنوشروان، وهو الذي ولد رسول الله ﷺ
1 / 63