56

روائع تفسير فاتحہ

تفسير سورة الفاتحة لابن رجب

تحقیق کنندہ

سامي بن محمد بن جاد الله

ناشر

دار المحدث للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ

اصناف

ولكن بين الحمدِ والشُكرِ فرقٌ من وَجهين: أحدُهما: أن الحمدَ يكون على النِّعم وغيرِها، بخلاف الشُكر فإنَّه لا يكونُ إلاَّ على النِّعم. وقد نازع في ذلك مَنْ نازع: أن (١) جميعَ أفعالِ الله ﷿ نِعَمٌ. والثاني: أنَّ الحمدَ يكون باللسان والقلب، والشَّكر يكون باللسان والقلب والعمل، وقيل: الحمد هو [...] (٢) الرضا [...] (٣) فإِن أُريدَ به: أنَّ الحمدَ باللسان ليسَ بحمدٍ فباطلٌ، وإن أُريدَ: أنَّ الرِّضا شطرُه فصَحيحٌ، وإن أُريدَ: أنَّ الرِّضا بالقلب يكونُ حَمدًا كما قال العِمانيُ ففيه نظرٌ. وهل يختصُّ الحمدُ بلفظ الحمد، أو يكونُ بأعمّ منه؟ فيه خلاف، الصحيحُ عمُومُه. والتحقيقُ: أنَّ الحمدَ: هو ارتضاء صفاتِ المحمُودِ الحسنة والإخبارُ عنها باللسان، فهو إذًا: الإخبارُ بمحاسن المحمود مع

(١) كذا. (٢) كلمة (هو) مكررة في الأصل، فحذفتها. (٣) بياض في الأصل بمقدار خمس كلمات.

1 / 62