[روائع الجمل 1]
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
إلى حفيد العظماء من أهل بيت النبوة
وشيخ العترة الزكية الطاهرة
حجة العصر ودرته
السيد العلامة الحجة
مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي
أيده الله وحفظه
صفحہ 1
مقدمة
... لعب الشعر دورا هاما في نصر كثير من القضايا الحقة والعادلة ومع الإسلام العظيم بداية من ظهوره على يد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يكاد يظهر قائم حق من أهل بيت النبوة إلا ويتزامن مع ظهوره ظهور ألسنة تنظم كلمات الحق في قصائد شعرية فائقة تخاطب شعور الإنسان حتى يتخذ مواقفا صادقة تجعله صامدا مع الحق وأهله .
ولقد كانت أهم القضايا الإسلامية التي هزت شعور الإنسان الحر وحركت قلمه وأفصحت لسانه هي قضايا المظلومين من أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي مقدمة تلك القضايا مأساة سيد الشهداء أمير المؤمنين الإمام أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام ، وتلي تلك المأساة مأساة حفيده الذي نهج سبيله أمير المؤمنين الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
وقد ركز شاعرنا محب النبي وآل النبي الحسن بن علي بن جابر الهبل رضوان الله عليه على تلك القضايا التي تعتبر من أهم القضايا التي يحملها المسلم بين جوانحه حيث تطرق الشاعر في قصائده إلى مظلومية أهل البيت عليهم السلام بداية مما عاناه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مرورا بما عانته سيدة نساء الأولين والآخرين فاطمة بنت الرسول عليها السلام وما عاناه ولديهما الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام ، وحفيدهم الإمام زيد عليه السلام .
صفحہ 2
حول هذه القضايا الهامة سيقف القارئ في هذا الكتيب على قصائد تصور تلك المآسي والمظالم التي حلت بأهل البيت عليهم السلام والتي حق لها أن تكتب بماء الذهب ، وقد حاولنا أن نفردها في هذا الكتيب تتميما للفائدة ومساهمة في نصرة أهل البيت وقضاياهم ، فنسأل الله أن يعم به الفائدة وأن يجعل هذا في ميزان حسنات الشاعر ، والمتسبب في إخراج هذا الكتيب بهذه الحالة ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، والحمد لله رب العالمين .
أحمد بن قاسم الداعي - صعدة المحروسة
غرة شهر رمضان المعظم سنة1421ه
صفحہ 3
ترجمة الإمام زيد(1) (عليه السلام)
قال مولانا ومولى الخلق أجمعين السيد العلامة الحجة مجد الدين ابن محمد بن منصور المؤيدي الحسني -أيده الله تعالى وحفظه- في كتابه (التحف شرح الزلف) : "الإمام زيد بن علي (عليه السلام) هو فاتح باب الجهاد والاجتهاد ، الغاضب لله في الأرض ، ومقيم أحكام السنة والفرض ، أبو الحسين زيد بن علي (سيد العابدين) ابن الحسين السبط ، وهو أخو باقر علم الأنبياء ، وهو مجدد المائة الأولى ..".
صفحہ 4
صفته : قال الإمام يحيى بن الحسين الهاروني في الإفادة : "كان (عليه السلام) أبيض اللون ، أعين مقرون الحاجبين ، تام الخلق ، طويل القامة ، كث اللحية ، عريض الصدر ، أقنى الأنف ، أسود الرأس واللحية ، إلا أن الشيب خالط في عارضيه ، وكان يشبه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبراعة والبلاغة ".
دعوته عليه السلام : لما اشتد ظلم بني أمية واستهانتهم بالإسلام حتى أصبح اليهودي يتجرأ على شتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حضرة الطاغية الأموي هشام بن عبد الملك دعا الإمام زيد (عليه السلام) الخلق إلى كتاب الله وسنة جده محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأخبرهم بما عهد إليه آباؤه بأنه سيقتل ويصلب مجاهدا في سبيل الله تعالى ، فأكرمه الله بالشهادة في زمن هشام بن عبد الملك الأموي ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة 122ه وله من العمر ست وأربعون سنة ، وبعد أن دفنه أصحابه نبشه جند هشام الأموي ، وصلبوه في كناسة العراق عريانا أربع وقيل ست سنوات ، وظهرت له كرامات جمة حال قتله وصلبه وتحريقه ، وبعد أن بقي مصلوبا سنوات أحرق أعداء الله من بني أمية جسده الشريف الطاهر ، ثم ذروا رفاته في البر والبحر .
فسلام الله على روحه الطاهرة ، وله الآن مشهد بكناسة الكوفة بالعراق . كتب الله أجر من شيده وساهم في المحافظة عليه .
أولاده : الإمام يحيى بن زيد (وجده أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية) ، وعيسى ، ومحمد ، والحسين ، وأعقب هؤلاء الثلاثة من ولده (عليهم السلام) .
صفحہ 5
مؤلفاته : ومن مؤلفاته:كتاب تفسير القرآن ، كتاب غرائب معاني القرآن ، كتاب الإيمان ، كتاب الرد على المرجئة ، كتاب الخطب ، التوحيد ، كتاب الاحتجاج على القلة والكثرة ، كتاب فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، كتاب الرسالة في إثبات الوصية ، كتاب الصفوة ، كتاب تفسير الفاتحة ، كتاب المناظرات ، كتاب المواعظ والحكم ، المجموع الحديثي ، المجموع الفقهي ، وغيرها .
ترجمة الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل رضوان الله عليه
هو الحسن بن علي بن جابر الهبل ، ولد بصنعاء [اليمن] سنة 1048ه/1639م، وفيها نشأ،وبها توفي سنة 1079ه/1668م ، نشأ رحمه الله على العبادة والزهادة ، وعلى مودة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لا يلويه عن ذلك لاو ، ، واشتغل بالعلوم والآداب حتى برع عن المشيخة القرح فضلا عن الأتراب ، وله ديوان شعر فائق مطبوع بعنوان ((ديوان الهبل أمير شعراء اليمن ))، تحقيق أحمد بن محمد الشامي - الدار اليمنية للطباعة والنشر ، وقد أخذنا من هذا الديوان هذه القصائد الفائقة الرائقة في مدح أمير المؤمنين وذرية النبي المنتجبين في هذا الكتيب وأسميناه ((روائع الجمل مما انتزع من ديوان الهبل في مدح ذرية النبي المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم))) . حيث قمنا بانتزاع القصائد التي قالها الشاعر في أهل البيت عليهم السلام ، والهدف من ذلك هو تيسير تناول هذه القصائد حيث ستصبح في كتيب صغير الحجم رخيص الثمن لأن الديوان كاملا كبير الحجم باهض الثمن الأمر الذي جعل الكثير من الناس لا يتمكنون من شرائه فضلا عن الاستفادة منه مما جعل هذه القصائد بعيدة عن أيدي القراء من محبي محمد وأهل بيته الطاهرين عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم . فنرجو ممن قرأه الدعاء لجامعه ووالديه وذريته بالتوفيق وللشاعر رضوان الله عليه بالرحمة والرضوان .
صفحہ 6
ونلاحظ للقارئ الكريم أنه عندما يقف على بعض الكلمات في هذا الكتيب مثل قوله :"وأنشدنيها" فإن المتكلم جامع ديوان الهبل وهو القاضي العلامة الشاعر/ أحمد بن ناصر بن عبدالحق المخلافي رحمه الله تعالى .
-1-
ماذا عساه يقول المادحون ؟
قال رحمه الله ؛ وقد عوتب على عدم مديحه للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :
قالوا امتدح سيد الكونين ؛ قلت لهم .... يجل عن كلمي قدرا وأشعاري؛
ماذا عساه يقول المادحون وقد .... أثنى عليه بما أثنى به الباري..؟
صفحہ 7
-2-
ماذا أقول ؟
وقال رحمة الله عليه في ذلك :
ما ذا أقول مادحا في مرسل .... قد أفحمت أوصافه مداحه ؟
من كان "جبريل" إذا ما جاءه .... يخفض تعظيما له جناحه
من جاء والشرك ظلام دامس .... فحين وافى بالهدى أزاحه
فما حكى برق السماء عزمه .... ولا حكت أنوارها سماحه -3-
صفحہ 8
المدائح النبوية
وقال رحمة الله عليه من قصيدة لم أظفر منها بغير هذه الأبيات ويذكر فيها القرآن الكريم :
مديحك القول يشفي السامعين(1) له، .... وغير مدحك فهو القال والقيل؛(2)
يزداد من مدحك التالي له شرفا .... كأنما هو تسبيح وتهليل . .
في كل آونة يأتي إليك من الرحم .... ن - سبحانه - وحي ، وتنزيل . .
وكلما طال لم يملله قارئه ؛ .... وربما مل قول فيه تطويل ؛
تقاصرت عنك كل الأنبياء ؛ كما .... تقاصرت عنه توراة وإنجيل -4-
صفحہ 9
فصبرا بني المختار
وقال رحمة الله عليه يمدح أمير المؤمنين علي ، ويتجرم لأهل البيت عليهم السلام :
ملكتم فؤادا ليس يدخله العذل ؛ .... فذكر سواكم كلما مر لا يحلو !
يؤنبني في حبكم كل فارغ .... ولي بهواكم عن ملامتهم شغل
وماذا عسى تجدي الملامة في الهوى .... لمن لا له في الحب لب ولا عقل ؟
لئن فرضوا مني السلو جهالة ؛ .... فحبكم عندي ؛ هو الفرض والنفل ؛
أأسلو ولا صبغ المشيب بعارضي .... يلوح ، ولا صبغ الشبيبة منحل ؟
ولو في سواكم "أهل بيت محمد" .... غرامي لكان العذل عندي هو العدل ؛
حملت هواكم في زمان شبيبتي ، .... وقد كنت طفلا والغرام بكم طفل ؛
فيا عاذلي في حب آل محمد .... رويدك إني عنهم قط لا أسلو ؛
أأسلو هوى قوم قضى باجتبائهم ، .... وتفضيلهم بين الورى العقل والنقل ؛
أولئك أبناء النبي محمد ؛ .... فقل ما تشا فيهم ؛ فإنك لا تغلو ؛
فروع تسامت أصلها سيد الورى ، .... و"حيدرة" يا حبذا الفرع والأصل ؛
تفانوا على إظهار دين أبيهم .... كراما ؛ ولا جبن لديهم ، ولا بخل ؛
إلى الله أشكو عصبة قد تحاملوا .... عليهم ، ودانوا بالأباطيل واعتلوا ؛
يرومون إطفاء لأنوار فضلهم ، .... وما برحت أنوار فضلهم تعلو
هموا غصبوا حق الوصي جهالة .... وما جهلوا ما فيه لكنهم ضلوا وهم أنكروا في شأنه بعد "أحمد" .... من النص أمرا ليس ينكره العقل ؛
صفحہ 10
وقد نوه "المختار" "طه" بذكره .... وقال لهم : هذا الخليفة والأهل !
وولاه في يوم "الغدير" ولاية .... على الخلق طرا ما له أبدا عزل ؛
ونص عليه بالإمامة دونهم ؛ .... ولو لم يكن نصا لقدمه الفضل ؛
أليس أخاه ، والمواسي بنفسه .... إذا ما التقى يوم الوغى الخيل والرجل ؟
أما كان أدناهم إليه قرابة ؛ .... وأكثرهم علما ؛ إذا عظم الجهل ؟
"أما كان أوفاهم إذا قال - ذمة ، .... وأعظمهم حلما ؛ إذا زلت النعل " ؟
وأفصحهم عند التلاحي ، وخيرهم .... نوالا إذا ما شيم نائله الجزل ؛
يحجون "أنصار" الإله : بأننا .... قرابته ، منا به اتصل الحبل ،
وهل كانت "الأصحاب" أدنى قرابة ، .... وأقرب رحما لو عقلتم ؟ أم الأهل ؟
وهم أخذوا بعد النبي محمد .... من "ابنته" ما كان أنحلها قبل . !
تمالوا عليها غاصبين لحقها .... وقالوا : معاذ الله أن تورث الرسل !
وحكمهم لا شك في ذاك باطل ، .... وكيف يصح الفرع والأصل مختل ؟
أليس أمير المؤمنين هو الذي .... له دونهم في ذلك العقد والحل ؟
وهم قتلوا من آل أحمد سادة .... كراما بهم يستدفع الضر والأزل !
سقوا كل أرض من دماء رقابهم .... وشيعتهم ، حتى ارتوى الحزن والسهل ؛
فصبرا "بني المختار" ؛ إن أمامنا .... لموقف عدل عنده يقع الفصل ؛
وعندي لمن عاداكم نصل مقول .... إذا ما انبرى يوما يحاذره النصل .
صفحہ 11
-5-
لو كان يعلم أنها الأحداق !
وقال في معنى القصيدة الأولى ، ويذكر قتل أمير المؤمنين أبي عبد الله الحسين السبط وحفيده أبي الحسين زيد بن علي رضي الله عنهما وأنشدنيها في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة ست وسبعين وألف 1076ه بمحروس صنعاء في مسجد الإمام صلاح الدين محمد بن علي عادت بركاته ، وقد خمسها شيعي أهل البيت عليهم السلام القاضي العلامة محمد بن يحيى مرغم رحمه الله تعالى ومطلع التخميس :
أشجى فؤادك أيها المشتاق .... إذ قلت بدءا والنظام يساق
لحظ الضبا تسطو بها الآماق .... ل لو كان يعلم أنها الأحداق
وأما أصل القصيدة قبل التخميس فهو :
لو كان يعلم أنها الأحداق .... يوم النقا ما خاطر المشتاق !
جهل الهوى حتى غدا في أسره .... والحب ما لأسيره إطلاق ؛
يا صاحبي ؛ وما الرفيق بصاحب ، .... إن لم يكن من دأبه الإشفاق !
هذا "النقا" حيث النفوس تباح .... والألباب تسلب ، والدماء تراق ؛
حيث الضباء لهن سوق في الهوى ؛ .... فيها لألباب الرجال نفاق !
فخذا يمينا عن مضاربه ؛ فمن .... دون المضارب . . تضرب الأعناق ؛
وحذار من تلك الضباء ؛ فمالها .... في الحب ؛ لا عهد ؛ ولا ميثاق .
وبمهجتي من شاركتي لومي .... وجدا عليه ؛ فكلنا عشاق .. !
صفحہ 12
كالبدر ؛ إلا أنه في تمه ، .... لا يختشي أن يعتريه محاق . .
كالغضن ؛ لكن حسنه في ذاته ؛ .... والغصن زانت قده الأوراق !
مهما شكوت له الجفاء ؛ يقول لي : .... ما الحب إلا جفوة ؛ وفراق ؛
أو أشتكي سهري عليه ؛ يقل : متى .... نامت لمن حمل الهوى آماق ؟ !
أو قلت : قد أشرقتني بمدامعي ؛ .... قال : الأهلة شأنها الإشراق !
ما كنت أدري قبله أن الهوى .... مهج تصدع ، أو دم مهراق ؛
كنت الخلي فعرضتني للهوى ؛ .... يوم النقا الوجنات والأحداق ،
ومن التدله في الغرام ، وهكذا .... سكر الصبابة ما له إفراق ؛
إني أعبر بالنقا عن غيره ، .... وأقول : "شام" ، والمراد "عراق" !
ما للنقا قصدي ، ولا لمحجب . . .... وجدي ، ولا أنا للحمى مشتاق ؛
برج الخفا ؛ "نعمان" أقصى مطلبي ، .... لو ساعدتني صحبة ورفاق !
يا برق "نعمان" أفق ، حتى متى ؟ .... وإلى متى الإرعاد والإبراق ؟
قل لي عن الأحباب ؛ هل عهدي على .... عهدي ؟ وهل ميثاقي الميثاق ؟
يا ليت شعري ؛ إن ليت وأختها .... لسمير من لعبت به الأشواق !
أيعود لي بعد الصدود تواصل ؟ .... ويعاد لي بعد البعاد عناق . . ؟
إني أقول لعصبة "زيدية" .... وخدت بهم نحو "العراق" نياق ؛
بأبي وبي ، وبطارفي وبتالدي ، .... من يمموه ومن إليه يساقوا . ؛
هل منة في حمل جسم حل في .... أرض "الغري" فؤاده الخفاق ؟
صفحہ 13
أسمعتهم ذكر "الغري" وقد سرت .... بعقولهم خمر السرى فأفاقوا . . !
حبا لمن يسقي الأنام غدا ، ومن .... تشفى بترب نعاله الأحداق . . !
لمن استقامت ملة الباري به ، .... وعلت وقامت للعلى أسواق !
ولمن إليه حديث كل فضيلة .... من بعد خير المرسلين يساق
لمحطم الردن الرماح وقد غدا .... للنقع من فوق الرماح رواق ؟
لفتى ، تحيته لعظم جلاله ؛ .... من زائريه الصمت والإطراق !
صهر النبي ، وصنوه ، يا حبذا .... صنوان قد وشجتهما الأعراق !
وأبو الألى فاقوا وراقوا ، والألى .... بمديحهم تتزين الأوراق . !
انظر إلى غايات كل سيادة .... أسواه كان جوادها السباق ؟
وامدحه لا متحرجا في مدحه ؛ .... إذ لا مبالغة ولا إغراق . . !
ولاه أحمد في "الغدير" ولاية .... أضحت مطوقة بها الأعناق ؛
حتى إذا أجرى إليها طرفه .... حادوه عن سنن الطريق وعاقوا !
ما كان أسرع ما تناسوا عهده .... ظلما ؛ وحلت تلكم الأطواق ؟ !
شهدوا بها يوم "الغدير" لحيدر .... إذ عم من أنوارها الإشراق ؛
حقنوا الدماء بطاعة من تحتها .... غدر ومكر كامن وشقاق ؛
حتى إذا قبض المذل سطاهم .... وغدت عليه من الثرى أطباق . .
نبذوا عهود الله خلف ظهورهم .... وبدا هنالك للنفاق نفاق
يا ليت شعري ؛ ما يكون جوابهم .... حين الخلائق للحساب تساق . . !
صفحہ 14
حين الخصيم "محمد" وشهوده .... أهل السما ؛ والحاكم الخلاق . . ! ؟
قد قيدت إذ ذاك ألسنهم بما .... نكثوا العهود . . فما لها إطلاق . !
وتظل تذرف بالدما آماقهم .... للكرب ؛ لا رقأت لهم آماق . !
راموا شفاعة "أحمد" من بعد ما .... سفكوا دما أبنائه ، وأراقوا . . !
فهناك يدعو ، كيف كانت فيكم .... تلك العهود وذلك الميثاق . . ؟
الآن ؟ حين نكثتم عهدي ، وذاق .... أقاربي من ظلمكم ما ذاقوا . .
و"أخي" غدت تسعى له من نكثكم .... حيات غدر سمهن زعاق ،
وأصاب "بنتي" من دفائن غدركم .... وجفائكم دهياء ليس تطاق . ؛
وسننتم من ظلم أهلي سنة .... بكم اقتدى في فعلها الفساق ؛
وبسعيكم رمي "الحسين" وأهله ، .... بكتائب غصت بها الآفاق . !
فغدت تنوشهم هناك ذوابل .... سمر ومرهفة المتون رقاق ؛
وكذاك "زيد" أحرقته معاشر .... ما إن لهم يوم الحساب خلاق ؛
من ذلك الحطب الذي جمعتم .... يوم "السقيفة" ذلك الإحراق !
ولكم دم "شركتم" في وزره .... لبني في الحرم الشريف يراق !
ولكم أسير منهم ، وأسيرة .... تدعو : ألا من ؟ ألا إعتاق ؟
أجزاء نصحي ؛ أن ينال أقاربي .... من بعدي الإبعاد والإزهاق ؟
فالآن . ؛ جئتم تطلبون شفاعتي .... لما علا كرب ، وضاق خناق . . ؟
أترون بعد صنيعكم يرجى لكم .... أبدا خلاص ، أو يحل وثاق . . ؟
يارب جرعهم بعدلك غب ما .... قد جرعوه أقاربي ، وأذاقوا . . !
صفحہ 15
-6-
وكل مصاب نال آل محمد
قال رضي الله عنه في معنى القصيدة السابقة ؛ أنشدنيها في غرة شهر رمضان سنة 1075 ه بمحروس صنعاء(1) :
أيغنيك دمع أنت في الربع ساكبه .... وقد رحلت غزلانه ورباربه(2) ؟
تهون أمر الحب ؛ مدعيا له . . ؟ .... وما الحب أهل أن يهون جانبه !؟
لكل محب كأس هجر ، وفرقة ، .... فإن تصدق الدعوى فإنك شاربه ؛
عجبت لصب يستلذ معاشه ، .... وقد ذهبت أحبابه وحبائبه !
فلا حب مهما لم يبت وهو في الهوى .... قريح المآقي(3) ذاهل القلب ذاهبه ؛
((ومكتئب يشكو الزمان وقد غدت .... مشارقه مسلوكة ومغاربه )) (4)؛
وملتزم الأوطان يشكو همومه ، .... وقد ضمنت تفريجهن ركائبه ؛
فشق أديم الخافقين مجردا .... من العزم سيفا لا تكل(5) مضاربه ؛ وحسبك أدراع من الصبر ، إنها .... لتحمد في جلى(1) الخطوب عواقبه ؛
صفحہ 16
فأي لئيم ما الزمان مسالم .... له ؛ وكريم ما الزمان محاربه ؟
فلا كان من دهر به قد تسودت(2) .... على الأسد في آجامهن ثعالبه ؛
كفى بالنبي المصطفى وبآله ؛ .... فهل بعدهم تصفو لحر مشاربه ؟
دعا كل باغ في الأنام ومعتد .... إلى حربهم ؛ والدهر جم عجائبه ؛
فكم غادر أبدى السخائم واغتدت .... تنوشهم أظفاره ومخالبه ؛
سيلقون يوم الحشر غب(3) فعالهم ؛ .... وكل امرء يجزى بما هو كاسبه ؛
أهين "أبوالسبطين" فيهم و"فاطم " ، .... وأهمل من حق القرابة واجبه ؛
تجاروا على ظلم "الوصي" ، وربما(4) .... تجارى على الرحمن من لا يراقبه ؛
ولم يرجعوا ميراث بنت "محمد" ؛ .... وقد يرجع المغصوب من هو غاصبه ؛
فما كان أدنى ما أذوها ؛ بأخذ ما .... أبوها لها دون البرية واهبه ؛
أقاموا "أبا بكر" إماما وزحزحت .... إلى الناس عن آل النبي مناصبه ؛
أما لو درى "يوم السقيفة" ما جنى .... لشابت من الأمر الفظيع ذوائبه(5) ؛
أغير "علي" كان بعد "محمد" .... له كاهل(6) المجد الأثيل وغاربه ؟
صفحہ 17
ومن بعد "طه" كان أولى بإرثه .... أأصحابه ؟ قولوا لنا : أم أقاربه ؟
وشتان بين البيعتين(1) لمنصف .... إذا أعطي الإنصاف من هو طالبه ؛
فبيعة هذا "أحكم الله عقدها" ؛ .... وبيعة ذاكم ؛ "فلتة قال صاحبه" . . ؛
فلا تدعوا إجماع أمة "أحمد" .... فأكثر ممن شاهد الأمر غائبه ؛
وقام "دلام" بعده غير نازل .... عن المركب الصعب الذي هو نازله ؛
وقام "ابن عفان" يجر ذيولها .... فأودت به أحداثه ومثالبه(2) ؛
وقام "ابن حرب" بعدهم فتضعضعت ، .... قوى الدين ، وانهدت لذاك جوانبه ؛
فقاد إلى حرب "الوصي" (3) كتائبا ، .... ولم تغنه عند النزال كتائبه ؛
وما زال حتى جرع "الحسن" الردى(4) ، .... ودبت إليه بالسموم عقاربه ؛
وما أنس لا أنس الشهيد "بكربلاء" ؛ .... وهيهات ؛ إني ما حييت لنادبه ؛ !
سبوا بعد قتل "ابن النبي" حريمه .... وما بليت تحت التراب(5) ترائبه !؟
وبات "يزيد" في سرور ، ولو درى .... بما قد جرى(6) قامت عليه نوادبه ؛
وحسبك من "زيد" فخارا وسؤددا .... تزاحم هامات النجوم مناكبه ؛
مضى في رجال صالحين تحكمت .... عوالي "هشام" فيهم وقواضبه ؛
و"يحي بن زيد" جللوه بقسطل(7) .... من النفع تهمي بالمنون سحائبه . .
صفحہ 18
وصاحب "فخ" صبحته وقومه .... عساكر "موسى" جهرة وعصائبه ؛
وكم قتلوا من آل "أحمد" سيدا ، .... إماما زكت أعراقه ومناقبه ؛
فلم لا تمور الأرض(1) حزنا ؟ وكيف لا .... من الفلك الدوار تهوي كواكبه ؟
وكل مصاب نال آل "محمد" .... فليس سوى يوم "السقيفة" جالبه ؛
فقل لأخي تيم وصاحبه : ألا .... رويدكما لن يعجز الله هاربه ؛
أيبطل ذحل(2) والنبي وليه ؟ .... ويهمل وتر . . والمهيمن طالبه ! ؟
فهذا اعتقادي ما حييت ، ومذهبي .... إذا اضطربت "بالناصبي" (3) مذاهبه .
صفحہ 19
-7-
نفسي فداء الغري . .
وقال رحمه الله في معنى ما تقدم وأنشدنيها في أوائل شهر رمضان الكريم سنة 1076 ه بمحروس صنعاء .
يا درا "سلمى" بسفح ذي "سلم" .... حياك ؛ حياك واكف الديم ؛
نداء صب ، لا يستجاب له ؛ .... وغير مجد نداء ذا صمم !
أين الألى أقفروك وارتحلوا ، .... وأوحشوا الربع بعد أنسهم ؟
كانوا . . . وشمل الوصال منتظم ، .... فاصبحوا ؛ وهو غير متنظم
أنأتهم عنك أنيق رسم ، .... مالي وما للأيانق الرسم ؟
سرت بمن لو بدت لبدر دجى .... في تمه لاستجن في الظلم !
مريضة الجفن ، لحظ مقلتها . . .... يحل صيد القلوب في الحرم . . !
كتمت منها خوف الوشاة هوى .... أصبح بالدمع غير منكتم . !
وجاهل بي يلومني سفها ؛ .... ولو درى ما أجن لم يلم . !
أوقفني ما رآه من غزلي ، .... ومن نسيبي مواقف التهم !
أستغفر الله لم يكن أبدا . . .... سلوك وادي الغرام من شيمي ؛
وقد أقول النسيب مفتتحا .... مدحا ؛ وليس النسيب من هممي ؛
هيهات قلبي ما دام يصحبني .... بغير آل النبي لم يهم . !
لا كنت ؛ لا كنت ؛ إن جرى أبدا .... بمدح قوم سواهم قلمي !
صفحہ 20