قال أحمد: الحديد كما قال جوهر الأرض فلا يكاد يفارق؛ وهو مع ذلك كثير العكر يابس؛ واليبس كما لا يتشبث كذلك لا يخلى عما قد يخالط فى الأوان الذى كان فى غير هذا الشكل، أعنى به أنه كان مستوليا عليه بعض الرطوبة، إلا بأن يدخل عليه دخيل فيفارق حينئذ.
قال أفلاطون: وترى ما أثبته الحاجز بعيدا من الاضمحلال، إذ هو الحلو منه، وما أثبته العكر متفاوتا فاسدا.
قال أحمد: إن الذهب والياقوت وإن كانت أجزاؤهما شديدة الانضمام فليس ذلك من أجل التركيب وتراكمه، بل للازدحام فى طلب المخلص إذ كان ما بلغ مبلغهما وهما فى هيئة البخار طالبا للعلو ولقرب عهدهما بالرد إلى التساوى، وصارا لا يقبلان الاضمحلال إذ تخليا منه. والشىء الكثير العكر تسرع إليه المقاربة للفساد. ويجب للعامل أن يفرق بين هذا التركيب — أعنى به تركيب الذهب والياقوت — والتركيب المتفاوت.
قال أفلاطون: ولها نسبة إلى الأجرام العلوية كما لسائر الأشياء: النامية منها والجماد.
صفحہ 217