Rasm al-Mushaf al-Uthmani wa Awhaam al-Mostashreqin fi Qiraat al-Quran al-Kareem
رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم
ناشر
مكتبة وهبة
ایڈیشن نمبر
-
اصناف
خط المصحف، فقرءوا بألفاظ مختلفة في السمع والمعنى واحد، نحو: جذوة وجذوة وجذوة١، وقرءوا بألفاظ مختلفة في السمع وفي المعنى، نحو: يسيركم، وينشركم٢، وكل ذلك لا يخالف الخط في رأي العين؟
فالجواب عن ذلك: أن الصحابة ﵃ كان قد تعارف بينهم من عهد النبي ﷺ ترك الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر، لقول النبي ﷺ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، فاقرءوا بما شئتم".
ولقوله: "نزل القرآن على سبعة أحرف، كل شاف كاف".
ولإنكاره ﷺ على من تمارى في القرآن.
والأحاديث كثيرة، سأذكر منها طرفًا في آخر هذا الكتاب، إن شاء الله.
فكان كل واحد منهم يقرأ كما عُلِّم، وإن خالف قراءة صاحبه؛ لقوله ﷺ: "اقرءوا كما علمتم".
وحديث عمر٣ مع هشام بن حكيم٤ مشهور، إذ تخاصم معه إلى النبي ﷺ في قراءة سمعه يقرؤها، فأنكرها عمر عليه، وقاده إلى النبي ﷺ ملبَّبًا بردائه٥، فاستقرأ النبي ﷺ كل واحد منهما، فقال له: "أصبت"، ثم قال:
"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا بما شئتم".
فكانوا يقرءون بما تعلموا، ولا ينكر أحد على أحد قراءته.
وكان النبي ﷺ قد وجّه بعضهم إلى البلدان؛ ليعلموا الناس القرآن والدين.
١ في قوله تعالى: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ [القصص: آية ٢٩] . وقرأ عاصم: ﴿جَذْوَةٍ﴾ بفتح الجيم، وقرأ حمزة وخلف بضمها، والباقون بكسرها، وهي لغات ثلاث في الفاء كالرشوة والربوة. "إتحاف فضلاء البشر: ٣٤٢". ٢ في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [يونس: آية ٢٢] . قرأ ابن عامر وأبو جعفر: "ينشركم" من النشر ضد الطي أي: يفرقكم، والباقون ﴿يُسَيِّرُكُمْ﴾ أي: يحملكم على السير، ويمكنكم منه "الإتحاف: ٢٤٨". ٣ عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين. ٤ هشام بن حكيم صحابي، لم يترجم له ابن الجزري في طبقات القراء. ٥ جمع ثيابه عند نحره، ثم جره مخاصما له.
1 / 88