فرض الجمعة
٥٧١ - عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: خطبَ رسولُ الله ﷺ فقال: "أَيُّها النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ قَبْلَ أَنْ تَموتُوا، وبَادِرُوا بالأَعْمالِ الصَّالِحَةِ قبل أَنْ تُشْغَلُوا، وصِلُوا الذي بينَكُم وبَيْنَ ربِّكُمْ بكَثْرَةِ ذكْرِكُمْ له، وكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ في السِّرِّ والعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وتُنْصَرُوا وتُجْبَرُوا، واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تعالى قدِ افْتَرضَ عليكم الجُمُعَةَ في مقامي هذا، في يَوْمي هذا [في شهري هذا] من عامي هذا، إلى يوم القيامة، فمن تركها في حَياتي أوْ بَعْدي وله إمامٌ عَادِلٌ أو جَائِرٌ اسْتِخْفَافًا بها، أو جُحُودًا لها، فلا جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، ولا بارَكَ له في أَمْرِهِ، ألَا ولا صَلَاة له، ولا زَكاةَ له، ولا حَجَّ لهُ، ولا صَوْمَ لهُ، ولا بِرَّ لهُ حتَّى يتُوبَ، فمنْ تابَ، تَابَ اللهُ عليهِ، أَلا لَا تؤُمَّنَّ امرأةٌ رَجُلًا، ولا أعْرَابيٌّ مُهاجِرًا، ولا يَؤمَّنَّ فَاجِرٌ مُؤمِنًا، إلَّا أن يَقْهَرَهُ بسُلْطان يخاف سَوطَهُ وسَيْفَهُ". أخرجه ابن ماجه (١).
العذر في ترك الجمعة
٥٧٢ - عن عبد الله بن الحارث البصري، وهو ابن عم محمد بن سيرين قال: خطبنا ابنُ عباسٍ ﵄ في يوم ذي رَدَغٍ، فأمر المؤذِّنَ لما بلغ، حَيَّ على الصلاة قال: قل: الصَّلاةُ في الرِّحال، فنظر بعضُهم إلى بعضٍ، كأنهُم أَنْكَرُوا، فقال: كأنَّكُم أَنْكَرْتُمْ هذا، إنَّ هذا فَعَلَهُ مَن هُوَ خَيْرٌ مِنِّي - يعني رسولَ الله ﷺ إنَّها عَزْمَةٌ، وإِنِّي خَشِيتُ أنْ أُحْرِجَكُم.
وفي رواية: أنَّ ابنَ عبَّاس قال لمؤذِّنِه في يَوْمٍ مَطِيرٍ وكان يومَ جُمُعَةٍ: إذا قلتَ أشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللهُ، أشْهَدُ أنَّ مُحمدًا رسولُ الله، فلا تَقُلْ: حَيَّ على
(١) رواه ابن ماجه رقم (١٠٨) في إقامة الصلاة: باب في فرض الجمعة، وفي سنده عبد الله محمد العدوي، وهو متروك، وعلي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.