غُسلُ الجَنابة واجِبٌ فَسَمَّيتُه سُنَّةً تَغلِيبًا لِباقي الأَغسَال.
٣٤٩ - عن عكرمة أنَّ ناسًا مِن أهلِ العِراق جاؤوا، فَقَالوا: يا ابن عباس أترى الغُسلَ يَوْمَ الجُمْعَة واجِبًا؟ قالَ: لا، ولَكِنَّها أطهَرُ وخَيرٌ لِمَن اغْتَسَلَ، ومَن لَم يَغْتَسِلْ، فَلَيسَ علَيه بواجِبٍ، وسَأُخْبِرُكُم كَيف بدأ الغُسلُ. كانَ النَّاسُ مجهُودين يَلبَسونَ الصُّوفَ، ويَعمَلُونَ عَلى ظُهُورِهِم، وكَان مَسجِدُهُم ضَيِّقًا مُقارِبَ السَّقْفِ، إِنَّما هو عَرِيشٌ، فخَرَجَ رسُولُ الله ﷺ في يومٍ حارٍّ وَعَرِق الناسُ فِي ذَلِكَ الصُّوفِ حَتَّى ثارَتْ منهُم رياحٌ آذى بذلك بعضُهُم بعضًا، فلما وَجَدَ رسولُ الله ﷺ تلكَ الرِّيحَ قال: "أيُّها الناس إذا كان هذا اليومُ فاغتسلوا، ولْيَمَسَّ أحَدُكُم أفضَلَ ما يَجِدُ مِن دُهْنِهِ وَطِيبِه". أخرجه البخاري ومسلم (١).
٣٥٠ - زاد أبو داود: قال ابن عباس، ثم جاءَ الله بالخير، وَلَبِسوا غَيرَ الصُّوفِ، وكَفُّوا العَمَلَ، وَوُسِّعَ مَسجِدُهُم، وَذهَبَ بعضُ الذي كان يؤذِي بعضُهم بعضًا من العَرَقِ (٢).