رسائل الجاحظ
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
اصناف
فحوطوا عليا وانصروه فإنه
وصي وفي الإسلام أول أول
وإن تخذلوه والحوادث جمة
فليس لكم عن أرضكم متحول
قال: والأشعار كالأخبار إذا امتنع في مجيء القبيلين التواطؤ والاتفاق كان ورودهما حجة. فأما قول الجاحظ: فأوسط الأمور أن نجعل إسلامهما معا، فقد أبطل بهذا ما احتج به لإمامة أبي بكر؛ لأنه احتج بالسبق وقد عدل الآن عنه.
قال أبو جعفر: ويقال لهم لسنا نحتاج من ذكر سبق علي عليه السلام إلا إلى مجامعتكم إيانا على أنه أسلم قبل الناس، ودعواكم أنه أسلم وهو طفل دعوى غير مقبولة إلا بحجة. فإن قلتم: ودعواكم أنه أسلم وهو بالغ دعوى غير مقبولة إلا بحجة، قلنا: قد ثبت إسلامه بحكم إقراركم، ولو كان طفلا لكان في الحقيقة غير مسلم؛ لأن اسم الإيمان والإسلام والكفر والطاعة والمعصية إنما يقع على البالغين دون الأطفال والمجانين، وإذا أطلقتم وأطلقنا عليه اسم الإسلام فالأصل في الإطلاق الحقيقة. كيف وقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم : أنت أول من آمن بي وأنت أول من صدقني؟ وقال لفاطمة: زوجتك أقدمهم سلما، أو قال إسلاما. فإن قالوا: إنما دعاه النبي
صلى الله عليه وسلم
إلى الإسلام على جهة العرض لا التكليف، قلنا: قد وافقتمونا على الدعاء، وحكم الدعاء حكم الأمر والتكليف، ثم ادعيتم أن ذلك كان على وجه العرض، وليس لكم أن تقبلوا معنى الدعاء إلا لحجة.
فإن قالوا: لعله كان على وجه التأديب والتعليم كما يعتمد مثل ذلك مع الأطفال! قلنا: إن ذلك إنما يكون إذا تمكن الإسلام بأهله أو عند النشوء عليه والولادة فيه، فأما في دار الشرك فلا يقع مثل ذلك، لا سيما إذا كان الإسلام غير معروف ولا معتاد بينهم. على أنه ليس في سنة النبي
نامعلوم صفحہ