رسائل الجاحظ
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
اصناف
وقال آخر: «ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها.» وقال عبد المسيح المتلمس:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
وما علم الإنسان إلا ليعلما
وقال بعضهم: في خفي التعريض ما أغنى عن شنيع التصريح.
وقد جمعت في كتابي هذا ما جاء في الحجاب من خبر وشعر ومعاتبة وعذل وتصريح وتعريض. وفيه ما كفى وبالله التوفيق. وقد قلت:
كفى أدبا لنفسك ما تراه
لغيرك شائنا بين الأنام
ما جاء في الحجاب والنهي عنه : روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ثلاث من كن فيه من الولاة اضطلع بأمانته وأمره! إذا عدل في حكمه، ولم يحتجب دون غيره، وأقام كتاب الله في القريب والبعيد. وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه وجه علي بن أبي طالب إلى بعض الوجوه، فقال له فيما أوصاه به: إني قد بعثتك وأنا بك ضنين، فابرز للناس، وقدم الوضيع على الشريف، والضعيف على القوي، والنساء قبل الرجال، ولا تدخلن أحدا يغلبك على أمرك، وشاور القرآن فإنه إمامك. وكان عمر بن الخطاب إذا استعمل عاملا شرط عليه أربعا: لا يركب برذونا، ولا يتخذ حاجبا، ولا يلبس كتانا، ولا يأكل درمكا. ويوصي عماله فيقول: إياكم والحجاب، واظهروا بالبراز، وخذوا الذي لكم وأعطوا الذي عليكم؛ فإن امرأ ظلم حقه مضض حتى يغدو به مع الغادين. وكتب عمر إلى معاوية وهو عامله على الشام:
نامعلوم صفحہ