إلى مجهول
كان العرب يقولون للشاعر متى أجاد: أنت أشعر العرب في هذا البيت، ونحن اليوم نستطيع أن نقدم شاعرا على سواه في قصيدة ما. أما أن نخلع عليه بردة الإمارة ونجعل أمراء الكلام رعية لإحسانه، كما قيل لأبي تمام؛ فهذا كلام هراء. أما شعر اليوم ففيه الجيد والرديء، وكذلك كان منذ كان الشعر. وفي شعرنا المعاصر ما يضاهي الشعر القديم ويفوقه. أنا لست ممن يقدسون القديم لأنه قديم؛ فليس تاريخ الأدب متحف عاديات، والشعر لا يقاس بالعتق والقدم، فكم شاعر معاصر نراه نحن دون القدماء؛ لأننا لا نحكم ذوقنا وعقلنا فيه.
لا أظن أن الجاحظ كان على ضلال حين رأى أن أبا نواس وبشار بن برد الشاعرين المحدثين يضارعان أو يفوقان كبار شعراء الجاهلية، قال يلوم من يحكم للقائل لا للقول: «ولو كان له بصر لعرف موضع الجيد ممن كان، وفي أي زمان كان.» (الحيوان 40، جزء 3)
إلى «أحد القراء» الصنائع، بيروت
تسألني إذا - لا سمح الله - انتخبت نائبا، أفلا يهمني أن أرضي منتخبي أولا؟
الجواب: بلى، ولكني أسعى أن لا أجنف على من انتخبوا غيري.
وتقول لي: كيف أحل مشكلة تخلف النواب عن حضور الجلسات؟
وأقول لك: هناك قانون إذا طبق على المتخلفين؛ فلا يغيب أحد بعد ذلك. إذا كان على كل موظف أن يحافظ على «الدوام»، فلماذا لا يكون ذاك فرضا على النائب؟
وما زالت البلاد مقسمة مناطق نفوذ نيابية، فلماذا لا يشتغل النواب إلا «بالحرتقات»، وإذا حضروا فللمعارك والمناوشات.
إلى مستفيد
نامعلوم صفحہ