83

ذاتی خطوط

الرسائل الشخصية

تحقیق کنندہ

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، محمد بن صالح العيلقي

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

ایڈیشن نمبر

بدون

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ ١. فالشفاعة حق، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ ٢، وقال: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ٣. فإذا كان رسول الله ﷺ، وهو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه، لا يشفع إلا بإذن الله، لا يشفع ابتداء، بل " يأتي فيخرّ ساجدًا، فيحمده بمحامد يعلّمه إياها، ثم يقال: ارفع رأسك، وقل يُسمع، وسل تُعط، واشفع تُشفّع. ثم يحدّ له حدًا فيدخلهم الجنة " ٤، فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء؟ وهذا الذي ذكرناه لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة، وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهجهم. وأما ما صدر من سؤال الأنبياء والأولياء الشفاعة بعد موتهم، وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج، والصلاة عندها، واتخاذها أعيادًا، وجعل السدنة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي ﷺ، وحذر منها، كما في الحديث عنه ﷺ أنه قال: " لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان " ٥. وهو ﷺ حمى جناب التوحيد أعظم

١ سورة سبأ آية: ٢٢-٢٣. ٢ سورة الجن آية: ١٨. ٣ سورة يونس آية: ١٠٦. ٤ البخاري: التوحيد (٧٥١٠)، ومسلم: الإيمان (١٩٣)، وابن ماجة: الزهد (٤٣١٢)، وأحمد (٣/١١٦، ٣/١٤٤، ٣/٢٤٤، ٣/٢٤٧)، والدارمي: المقدمة (٥٢) . ٥ أبو داود: الفتن والملاحم (٤٢٥٢)، وابن ماجة: الفتن (٣٩٥٢)، وأحمد (٥/٢٨٤) .

1 / 113