مدينة دمشق، صانها الله، من ذلك مواضع متعددة. ثم ذكر، ﵀، الحديث الصحيح عن رسول الله ﷺ، لما قال له بعض من معه: اجعل لنا ذات أنواط، قال: " الله أكبر! قلتم، والذي نفس محمد بيده، كما قال قوم موسى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ " ١. انتهى كلامه، ﵀. وقال: في اقتضاء الصراط المستقيم: إذا كان هذا كلامه ﷺ في مجرد قصد شجرة لتعليق الأسلحة والعكوف عندها، فكيف بما هو أعظم منها، الشرك بعينه بالقبور ونحوها؟
وأما كلام المالكية: فقال أبو بكر الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع، لما ذكر حديث الشجرة ذات أنواط: فانظروا، رحمكم الله، أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء والشفاء لمرضاهم من قبلها، فهي ذات أنواط، فاقطعوها.
وذكر حديث العرباض بن سارية الصحيح، وفيه قوله ﷺ: " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين! عضوا عليها بالنواجذ! وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل بدعة ضلالة " ٢. قال في البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: " والله ما أعرف من أمر محمد شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا ". وروى مالك في الموطإ عن بعض الصحابة أنه قال: " ما أعرف شيئًا مما أدركت عليه الناس، إلا النداء بالصلاة ". قال الزهري: دخلت على أنس بدمشق وهو يبكي ... فقال:؟ " ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة؛ وهذه الصلاة قد ضيعت ". قال الطرطوشي، ﵀: فانظروا، رحمكم الله، إذا كان في ذلك الزمن طمس